تحصّن كل من البيت الأبيض والكونغرس أمس، خلف موقفيهما المتناقضين إزاء صفقة قيمتها 6.8 بليون دولار لتلزيم إدارة ستة موانئ أميركية لشركة"موانىء دبي"التي تملكها دولة الإمارات. وتمسك الرئيس جورج بوش بتهديده باستخدام حقه في النقض فيتو ضد أي قانون يمرره المجلس الاشتراعي لإلغاء الصفقة، بحجة مخاوف أمنية، فيما أصر قياديون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي على تعطيل الصفقة، بصرف النظر عن التهديد الذي يستخدمه بوش للمرة الأولى منذ اصبح رئيساً العام 2000، وهو موقف أثنت عليه الإمارات، متعهدة مواصلة التصدي للإرهاب. وكشف البيت الأبيض أمس أن بوش لم يكن على علم مسبق بالصفقة قبل أن تقرها الإدارة. لكنه أكد أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تحققت من سلامة عمليات الشركة الإماراتية المتخصصة بأعمال الملاحة البحرية. وهدد زعماء الكونغرس بإصدار قانون يعطل الصفقة، بحجة أنها تضع موانئ أميركية تحت سيطرة شركة تملكها دولة شارك عدد من رعاياها في"أعمال إرهابية"، بما فيها اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. راجع ص 8 وواجه أعضاء في الكونغرس اتهامات بالعداء للعرب، بسبب موقفهم من الشركة الاماراتية. وتوقع مراقبون أن يدفع بوش ثمناً سياسياً في حال تمسكه بموقفه، في ضوء التمرد عليه في أوساط حزبه الجمهوري واحتمال ظهوره بمظهر الرئيس غير الملتزم في مسألة تتعلق بالأمن القومي. وقال سكوت ماكليلان، الناطق باسم البيت الأبيض، إن الرئيس التقى الوزراء الأميركيين المعنيين بالصفقة للتأكد من ارتياحهم إزاءها قبل إعلانه موقفه. ورأى وزير الخزانة جون سنو أن رفض الصفقة من شأنه أن يوجه رسالة سيئة في شأن الاستثمار في الولاياتالمتحدة، وزاد:"تقصيرنا هنا، إذا كان هناك تقصير، كان في شرح هذه العملية"، مضيفاً أن إدارة بوش ستسعى إلى طمأنة أعضاء الكونغرس القلقين من الصفقة. وفاجأ الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر المراقبين بتأييده بوش على رغم معارضته الدائمة سياساته، وضم صوته إلى صوت وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكبار المسؤولين في الإدارة الذين ظهروا في لقاءات صحافية لدعم البيت الأبيض في مواجهته التي تعتبر سابقة. في الوقت ذاته، امتدحت الإمارات تصدي بوش لأعضاء في الكونغرس، وقال وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن بلاده"تقدر موقف الإدارة الأميركية وتتفهم الجدل حول الصفقة"، مشيراً إلى أن الإمارات تتعهد مواصلة سعيها إلى مكافحة الإرهاب. ووصف الرئيس التنفيذي ل"موانئ دبي"سلطان بن سليم موقف الرئيس الأميركي بأنه"مشجع". وعلى رغم الجدل، تبدو"موانئ دبي"مطمئنة، وقال ناطق باسمها ل"الحياة"إن المؤسسة الإماراتية واثقة بحصولها على الصفقة في النهاية. وجاء موقف بوش عشية زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للإمارات حيث يتوقع أن تناقش تداعيات الصفقة، علماً أن مساعدتها لشؤون الديبلوماسية العامة كارين هيوز التقت قبل يومين الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإماراتية في دبي.