ارجأت شركة موانئ دبي العالمية المملوكة لدولة الإمارات صفقة تدير بموجبها موانئ اميركية وأثارت عاصفة سياسية في الولاياتالمتحدة، وذلك على رغم مضيها في شراء شركة"بي اند او"البريطانية المالكة لامتياز ادارة ستة موانئ اميركية، بعدما أثار تولي الشركة الاماراتية تلك المهمة اعتراضات حادة من جانب ديموقراطيين وجمهوريين في الكونغرس على خلفية مخاوف أمنية. في الوقت ذاته، اقامت ولاية نيوجيرزي دعوى قضائية ضد ادارة الرئيس جورج بوش، في محاولة لمنع تنفيذ صفقة ادارة الموانئ التي تشمل ميناء في نيو آرك، إلى أن تقوّم المخاطر الأمنية التي تنطوي عليها. وأقيمت الدعوى في المحكمة الجزائية الأميركية في ترنتون، وتهدف إلى منع شركة"موانئ دبي"من إدارة مرفأ نيو آرك في إطار الصفقة التي ستدير بموجبها خمسة موانئ أميركية أخرى في أعقاب شرائها شركة"بي أند أو"البريطانية المتعاقدة مع واشنطن. وجاء في الدعوى أن اللجنة الفيديرالية التي وافقت على الصفقة لم تجر دراسة وافية للصفقة كما يقضي القانون، وتطلب الدعوى من المحكمة إصدار أمر بإجراء دراسة. ويرى حاكم ولاية نيوجيرسي جون كورزين أن وجود الشركة الإماراتية قد يُعَرِّض للخطر أمن منطقة يعتبرها مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي، من الأخطر في الولاياتالمتحدة، لضمها أيضاً مصانع كيماويات ومنشآت لتخزين النفط وخطوطاً حديدية ومطار نيو آرك ليبرتي الدولي. وأفاد في بيان:"لا ينبغي أن نسمح بوضع نصبح فيه أكثر عرضة للخطر. ونقل عمليات الميناء الى شركة مملوكة لدولة اعترفت بحركة"طالبان"كحكومة شرعية أمر يجافي الرشد والصواب". ووافقت شركة موانئ دبي العالمية على تأخير عملية الموانئ الاميركية الستة. وعللت قرارها في بيان حتى يتسنى للمشرعين الأميركيين الوقت الكافي لدراسة العقد. لكن"موانئ دبي"اكدت ان عملية شرائها شركة"بي اند او"لن تلغى بل ستجرى"كما هو متوقع"، مشددة على انه لا يجوز تأجيلها الى ما بعد التاريخ المحدد لعقد الصفقة، اي في 2 آذار مارس المقبل. وقال مدير العمليات في"موانئ دبي"تيد بيلكي:"علينا أن نتفهم مخاوف الناس في أميركا... وان نتأكد من أن إيضاحنا على هذه المشكلات سيكون مفيداً لكل الأطراف". وزاد أن شركة موانئ دبي العالمية ستؤخر إنجاز الصفقة"وتجري في الوقت نفسه مشاورات جديدة مع إدارة بوش، وإذا اقتضى الأمر مع قادة الكونغرس وسلطات المرافئ المعنية، لتبديد المخاوف المتعلقة بالإجراءات الأمنية في المستقبل". وبموجب العقد الذي فازت به شركة موانئ دبي العالمية بقيمة نحو 5.7 بليون يورو، اشترت المجموعة الإماراتية 30 محطة حاويات تابعة للشركة البريطانية في 18 بلداً، من بينها مرفآ نيويورك وميامي.وذكرت المجموعة الإماراتية في بيانها أن"الموجودات الأميركية تشكل اقل من 10 في المئة من محفظة"الشركة البريطانية.وزاد:"سيكون من غير العقلاني اقتراح إرجاء العملية كاملة"، مؤكداً أن الصفقة ستجرى"كما هو متوقع". وأوضحت المجموعة أن المعارضة التي برزت في الولاياتالمتحدة"لم تظهر في أي بلد آخر من العالم". وكانت وكالة"أسوشييتد برس"أشارت إلى أنها حصلت على وثائق تظهر أن شركة موانئ دبي العالمية وعدت بالتعاون مع أي تحقيقات أميركية. وأكد الرئيس جورج بوش أن على الأميركيين ألا يقلقوا على أمنهم من جراء تولي شركة عربية إدارة ستة موانئ أميركية كبرى. وكشف البيت الأبيض أن الرئيس لم يعلم بالصفقة حتى أيام قليلة بعد إتمامها. ورأى مشرعون بارزون في الحزب الجمهوري أنه كان يتعين على بوش أن يعير انتباهاً أكثر للطريقة التي سينظر بها إلى الصفقة في أميركا. في المقابل، وصف رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس الزغبي، بعض اللغة التي استخدمت في معارضة الصفقة بأنها"مشينة وغير مسؤولة".