يفتتح وزير الثقافة المصرية فاروق حسني أواخر كانون الثاني يناير الجاري القاعة الثانية للمومياوات التاريخية التي بدأ الإعداد لها منذ عامين في المتحف المصري وسط القاهرة لتضاف إلى القاعة الأولى الموجودة في المتحف منذ سنوات. وتحوي القاعة الجديدة 12 مومياء جميعها بحالة جيدة باستثناء 4 منها غير صالحة ويجري ترميمها حالياً. وتعود المومياوات لعدد من ملوك الفراعنة، وكانت موجودة في مخازن المتحف وتنتمي للأسر 18 و19 و20 و21 ومنها مومياوات ملكية وأخرى لكهنة آمون. ومن المومياوات الملكية مومياء تحتمس الثالث الذي يعد من أشهر ملوك الفراعنة إضافة إلى مومياء تحتمس الأول وامنحتب الثاني والملكة ست والملك أحمس الأول. وتضم القاعة 4 لوحات غرافيكية منها لوحة لخبيئة الدير البحري، ومقبرة امنحوتب الثاني وخريطة لوادي الملوك موضحاً عليها المقابر المكتشفة وارقامها وكذلك مقبرة الملك تحتمس الأول والملك رمسيس الرابع. وتبلغ مساحة القاعة الحديثة 170 متراً مربعاً جُهزت بالشكل المناسب لتاريخ المومياوات بتركيب رخام خاص للارضيات وعمل اسقف غير مرتفعة لإعطاء إيحاء للزائر بأنه يدخل مقبرة من الدولة الحديثة وليس قاعة عرض مومياوات قديمة. وقالت مديرة المتحف الدكتورة وفاء صديق إن عرض المومياوات سيكون تبعا لترتيبها الزمني، وقبل عرضها خضعت لعمليات ترميم دقيقة عن طريق معمل بحوث الآثار والمومياوات الملكية وتم سحب الرطوبة منها ومعالجتها لمنع نمو البكتريا فيها. ويذكر أنه تم العثور قبل قرنين من الزمان على خبيئة الدير البحري الشهير في الأقصر، حيث اكتشف نحو 27 مومياء ملكية عرضت 11 منها في القاعة القديمة في المتحف المصري رقم 56 فيما ستعرض 12 في القاعة الحديثة التي تحمل رقم 52، بينما توجه اربع مومياوات لم يتم عرضها نظراً الى حالتها السيئة. شيد المتحف المصري في العام 1896 ويعد من أهم متاحف الآثار في العالم، ويضم نحو 250 ألف قطعة اثرية ومئات الآلاف من القطع الاخرى الموجودة في المخازن. والهدف من استحداث قاعة جديدة للمومياوات يرجع إلى أن المتحف المصري هو المكان الوحيد الذي ترد إليه الآثار المكتشفة والمستخرجة من كل المناطق، فبات مكدساً بالآثار المعروضة والمخزنة، لذلك كان التفكير في استحداث قاعة جديدة لوضع المومياوات الفرعونية تحت ظروف ومواصفات خاصة للحفاظ عليها. وقال مدير عام المتاحف المصرية أحمد شرف انه روعي في تصميم القاعة اتباع الفكر الفلسفي المصري القديم، حيث اعتبرت الممرات الخارجية للقاعة مرحلة الحياة الانتقالية للجسد، يدخلها الزائر من خلال أبواب من الزجاج"السيكوريت"المحفور برمزين لإلهتي الشمال والجنوب ويمر على 6 وحدات عرض حديثة ارتفاعها 3.2 متر والعمق والعرض يتغيران طبقاً للمعروض داخلها. ولفت شرف إلى أن أرضية القاعة كسيت بالغرانيت الأفريقي الأسود كعنصر معماري فني يؤكد صلابة العقيدة، وكسيت الجدران بالرخام وشيد سقف القاعة على هيئة قبو ليتوج الفكر التصميمي للقاعة التي تحمل ملامح المقومات المعمارية للمقابر كبيئة اصلية للمومياوات وكعنصر معماري يؤكد روحانية الجو العام للمكان. وتضم القاعة مقومات التقنيات الحديثة من شبكات انذار للحريق وأجهزة التكييف والإضاءة.