اجتاحت حال الغضب والاستياء العالم الإسلامي بعد الرسوم الكاريكاتورية في الصحف الغربية. والحق انها بلغت حدوداً بعيدة، بعدما انتشرت في الدول الإسلامية التي شهدت تظاهرات احتجاج لم تقف عند حدود اعلان مقاطعة البضائع الدنماركية أو النروجية، بل تعدتها الى احراق سفارتي الدنمارك والنروج بدمشق، بعد يومين من اطلاق متطرفين فلسطينيين تهديدات ضد الأوروبيين، وقيامهم بالسيطرة، لبعض الوقت، على مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بغزة. وعم المنطقة كلها في ظاهرة لم يشهد مثلها منذ وقت طويل. ومفهوم رد الرئيس الإيراني، وتصريحاته الغاضبة. وأما الحكومة العراقية فلم تكتف بإعلان تجميد العقود الموقعة مع الدنمارك، بل امتنعت حتى من قبول المساعدات الاسكندنافية، في وقت يحتاجها العراق. وهو موقف لافت، ومثله انتشار الرسائل الالكترونية التي حصلت"فريميا نوفوستي"على نسخ منها، وتحوي لوائح بأرقام العلامات التجارية للشركات الدنماركية والنروجية والفرنسية. وهذا"جهاد"حقيقي، شأن كل حرب، فإن الصحافيين طليعة الضحايا، بدءاً من إقالة جاك ليفرانك، المدير العام لصحيفة"فرانس سوار"، الى اعتقال عدد من الصحافيين الأردنيين، بذريعة نشر"شيحان"بعض الصور التي كانت السبب في الكارثة. ولم يشفع للصحافيين الأردنيين قولهم انهم سعوا الى اظهار سوء نيات الصحف الغربية، وتعريف القارئ العربي بالرسوم المقيتة. عن يلينا سوبونينا،"فريميا نوفوستي"الروسية، 6/2/2006