تقدمت موانئ دبي العالمية بعرض لشراء شركة"بي آند أو"البريطانية، وهي تعد اكبر مشغل للموانئ والعبّارات، بقيمة تصل إلى ثلاثة بلايين جنيه إسترليني نحو 5.35 بليون دولار. وعلمت"الحياة"ان"موانئ دبي"اختارت"دويتشه بنك"مستشاراً لإدارة الصفقة، التي من المتوقع ان تشهد منافسة قوية مع بعض الشركات العالمية الساعية الى الفوز بالصفقة، من بينها شركة سنغافورية وأخرى دنماركية. وتسعى"موانئ دبي"المملوكة لحكومة دبي، الى الحصول على قرض يغطي جانباً كبيراً من قيمة العرض الذي تقدمت به لشراء رابع اكبر مشغل للموانئ في العالم، خصوصاً أنها تقوم حالياً بمشروع توسيع ميناء جبل علي في دبي، بكلفة نحو 1.8 بليون درهم إماراتي. ولم تنكر شركة"بي آند أو"التي تمتلك 27 محطة حاويات ومحطات للخدمات اللوجستية في 18 دولة حول العالم، وتدير عمليات بحرية في استراليا وأفريقيا والفيليبين والهند وسريلانكا، أنها تتفاوض مع إحدى الجهات بهدف بيع الميناء، لكنها لم تحدد هذه الجهة، في حين نشرت وسائل الإعلام البريطانية خبر الصفقة، وذكرت شركة دبي العالمية للموانئ بالاسم، مشيرة الى ان اجتماعاً تمهيدياً بين الشركة البريطانية وموانئ دبي العالمية سيتم خلال أيام. وقالت مصادر مصرفية انه إذا تمت الصفقة ستكون اكبر عملية شراء تقوم بها"موانئ دبي"في تاريخها. وتملك"بي أند أو"واسمها بالكامل هو"بيننسيولار أند اورينتال ستيم نافيغيشن"، موانئ في آسيا والأميركتين وأوروبا. وقلصت الشركة الأسبوع الماضي توقعاتها لأرباح أنشطة الموانئ الرئيسية. وأشارت المصادر الى ان تردد كل من الشركة البريطانية وموانئ دبي العالمية في الإفصاح عن تفاصيل الصفقة، يعود الى خشية المسؤولين في"بي أند أو"من ان ينعكس هذا على اسهم الشركة، عدى عن انه من المتوقع ان يؤدي شراء الشركة البريطانية الى دفع تعويضات كبيرة لمديريها. منافسة سنغافورية ودنماركية وتوقعت مصادر، ان يشعل الإعلان عن تقدم دبي العالمية للموانئ بعرض لشراء"بي أند أو"المنافسة مع بعض الشركات العالمية، من بينها شركة الاستثمار الحكومية السنغافورية تيماسيك، ومجموعة"ايه بي مويلر مايرسك"الدنماركية للملاحة. ويشار الى ان شركة"موانئ دبي"تشكلت في الشهر الماضي من اندماج"هيئة موانئ دبي"وشركة"موانئ دبي الدولية"، في إطار عملية إعادة هيكلة شاملة تجريها الشركة لتوسيع أعمالها داخل الإمارات وخارجها. موانئ دبي العالمية وتسعى"موانئ دبي العالمية"الى تعزيز حضورها على الساحة العالمية، كأحد أهم مشغلي الموانئ والمناطق الحرة في العالم، حيث تدير اكثر من 18 ميناء حول العالم، في الوقت الذي تركز فيه على التوسع الإقليمي. وقال الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية سلطان بن سليم لپ"الحياة"، ان المؤسسة تتطلع حالياً الى عمليات موسعة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والهند، علماً أن لموانئ دبي العالمية حضوراً قوياً في القارة الآسيوية يشمل محطتي الحاويات الثالثة والثامنة في هونغ كونغ وميناءي تيانجن ويانتاي في الصين، فضلاً عن تشغيل وإدارة موانئ في أستراليا وألمانيا وجمهورية الدومينيكان وفنزويلا. وباتت المؤسسة تملك شبكة عالمية حقيقية بطاقة تشغيلية قادرة على تلبية احتياجات العملاء على نطاق العالم. وتتضمن الصفقة تشغيل 15 محطة موزعة على 13 موقعاً، ستصل طاقتها مجتمعة خلال الأشهر الخمسة المقبلة، إلى أكثر من 24 مليون حاوية نمطية. ووقعت موانئ دبي العالمية أخيراً اتفاقاً لتطوير وإدارة ساحة الحاويات في ميناء الفجيرة في الإمارات مدته 30 سنة قابلة للتجديد حتى عام 2055. وحققت خلال عام 2004 معدل نمو بلغ 26.5 في المئة على مستوى عملياتها في موانئها العالمية، التي تديرها في جدة السعودية وجيبوتي جيبوتي وكونستزا أوكرانيا. وحصلت دبي العالمية في كانون الأول ديسمبر 2004 على تنفيذ مجموعة من المشاريع التطويرية من شركة"سي إس إكس"في آسيا وأوروبا وأستراليا وأميركا اللاتينية، بموجب صفقة استكملت في 22 شباط فبراير. وحصلت دبي العالمية أيضاً على أسهم في ما يتعلق بالأعمال اللوجستية في هونغ كونغ بالتعاون مع شركة ATL. وكان أول مشروع فازت به هو ميناء جدة الإسلامي، حيث تتعاون مع شريكها المحلي هناك في إدارة وتشغيل الرصيف الجنوبي لتفريغ وتحميل الحاويات. كما فازت بعقد لإدارة ميناء جيبوتي بأكمله في حزيران يونيو 2000. وبعد سنة واحدة كاملة من العمليات استطاعت أن تضاعف معدلات الإنتاج بالاعتماد على الكوادر البشرية والتجهيزات نفسها من دون زيادة، كما ارتفع معدل حركة الحاويات 16 في المئة. وأخيراً، فازت المؤسسة بمنافسة دولية على عقد يمتد 38 عاماً يتضمن امتيازاً حصرياً بتشغيل وإدارة رصيف راجيف غاندي لتفريغ وتحميل الحاويات، وتطوير موقع بري على الساحل غير مبني من قبل، وتحويله الى رصيف دولي لشحن الحاويات بين السفن في كوتشين.