يؤثر بعض الحلبيين ان يدل القبر الذي يضم جثمانهم على صنعتهم. ونحتت الشواهد التي توضع فوق الضريح على هيئة الأداة او الشكل الذي يشير الى المهنة، وحوت أخرى على رسوم ورموز للغرض ذاته. وقال عبدالمعطي نحات قبور ان اختيار نوع الشواهد من اختصاص ذوي المتوفى"ولذلك يعود إليهم الأمر في اختيار الدلالة التي تشير الى الوظيفة كأن تنحت الشاهدة على شكل عمامة كناية الى الشيخ أو دلة قهوة للقهوجي ومطرقة للحداد، كما يمكن نقش رسوم خاصة ببعض المهن كالأفعى الملتوية للطبيب والطاقية الخاصة بالمحامي اضافة الى القلم الذي يميز المدرس عن غيره"، مشيراً الى انه نحت شاهدة قبره على هيئة إزميل لتدل على صنعته. وأشار احد حراس المقابر الى ان بعض الاحياء من العجائز يجهزون قبورهم اثناء حياتهم ويواظبون على زيارتهم لسقاية المزورعات التي حولها كما يولون عناية خاصة بالشاهدة التي تخلد مهنتهم"وهي صرعة جديدة لم تكن موجودة قبل عقود في حلب، الا انها باتت مألوفة في السنوات الاخيرة". يشار الى ان بعض الحضارات القديمة كانت ترفق الجنائز بأدوات تشير الى المهنة التي زاولها الميت في حياته الدنيا لأهداف عدة، كل بحسب معتقداته عن الحياة الآخرة.