استبعدت إيران أي مفاوضات مع الترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في المستقبل القريب بعد فشل محادثات الجانبين في بروكسيل، وأكدت تمسكها بتخصيب اليورانيوم في برنامجها للطاقة النووية. وتزامن ذلك مع تأجيل المحادثات الروسية - الإيرانية في شأن التخصيب إلى الجمعة المقبل، على ان تنتقل من موسكو الى طهران. واكتفت الخارجية الروسية بتأكيد أن"الفرص أمام حل وسط لم تستنفد بعد". راجع ص8 وأبلغت مصادر روسية"الحياة"أن الوفد الإيراني أبدى"قدراً من المرونة"حيال اقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية، مشيرة الى ان"عدداً من النقاط الخلافية لا يزال عالقا"، من بينها رغبة طهران في مشاركة الخبراء الإيرانيين في العمل على التخصيب. ونقلت وكالة"ايتار تاس"عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين ان روسيا دعت ايران الى"العودة الى تعليق جميع نشاطات تخصيب اليورانيوم، بما فيها النشاطات العلمية ونشاطات البناء". واضاف ان الوفد الروسي"شدد على الطابع الضروري"لهذا التعليق. وعلق مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز الموجود في موسكو بالقول"في حدود معرفتنا، لم يحصل أي اختراق". واضاف"في حين اننا لم نسمع عن أي مؤشرات ايجابية الى تغيير في الموقف الايراني فإننا لا نزال نحترم وندعم الجهد الروسي"، معرباً عن اعتقاده بأن مقاربة التحالف الدولي الهادف الى منع ايران من امتلاك سلاح نووي"تشهد زخماً". وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لدى عودته من بروكسيل امس:"لن نجري اتصالاتنا مع الاتحاد الأوروبي بعد اليوم في إطار الترويكا الأوروبية، بل في شكل أحادي مع مختلف دول الاتحاد الأوروبي". واضاف ان طهران ستمضي قدماً في نشاطها النووي سواء في وجود الاقتراحات الروسية أو من دونها. وشكل ذلك رفضاً لدعوة الغرب طهران إلى تعليق كل نشاطاتها النووية الحساسة، ما يعزز مخاطر فرض عقوبات عليها في مجلس الامن، بحسب ما رأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير. ورأى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الأنظار تتجه نحو التقرير الذي سيقدمه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في آذار مارس المقبل. وقال إنه ابلغ متقي"قلق الاتحاد من دور إيران في لبنان والعلاقات مع حماس وتأثيرها في العراق"، اضافة الى الملف النووي. وأكد سولانا أنه"لم يدع الوزير الإيراني إلى مفاوضات، بل دعي متقي من جانب لجنة السياسة الخارجية والدفاع في البرلمان الأوروبي للتحدث إلى أعضائها، فاستغل الوزير الفرصة لإجراء اللقاء"معه. وفي تلميح الى الشروط المطلوب من ايران تلبيتها، اشار رئيس لجنة السياسة الخارجية والدفاع في البرلمان الأوروبي هيلمار بروك الى"القلق الشديد لدى الاتحاد حيال استئناف نشاطات تخصيب اليورانيوم وإزالة الأختام، وشجب البلدان الأوروبية تصريحات الرئيس احمدي نجاد حيال إسرائيل والمحرقة اليهودية"، اضافة الى الدعم الإيراني لكل من حركة"حماس"و"حزب الله". وفي باريس أ ف ب، أكد رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني أخيراً حول اليهود والمحرقة"غير لائقة وتجرح إسرائيل واليهود وكرامة كل الأسرة الدولية". واضاف خلال العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في باريس ليل الاثنين - الثلثاء ان"ايران قررت ايضاً استئناف نشاطات تخصيب اليورانيوم وقطع تنفيذ التزاماتها الدولية. تعرفون انها قضية كبرى تدفعنا الى التحرك جميعا مع الالمان والبريطانيين". وذكر بأن باريسوموسكو اعلنتا ان"هدفهما المشترك هو منع ايران من امتلاك السلاح النووي". واشار الى ان"هناك حلولاً. فتح الروس أول طريق باقتراحهم تخصيب اليورانيوم على ارضهم ويمكن ان تشكل عمليات تفتيش معززة حلاً آخر".