في ضوء أحداث"تَرُجّ"في القنوات، تبقى"الصورة"تتحرك من دون اهتزاز. يتبع المشهد مشهد. تبقى"الصورة"صافية ملونة، خصوصاً إذا كان"الريسيفر"رقمياً ديجيتال. خذ مثلاً الأحداث العربية اليوم. يبدأ الارتجاج من احتجاج على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الصحف الدنماركية. يبدأ مما حصل في دمشق وبيروت. يتصاعد الدخان، لكن تظل الصورة صافية. تشتعل النيران، لكن تبقى الصورة ملونة، لا تحترق. هناك من يتابع. لو"رمش"التلفزيون أو"شوش"، لامتعض المشاهد. هناك مشاهدٌ"مع"الارتجاج داخل الشاشة، ومشاهدٌ"مناهض". لا تزال تبعات ذلك الارتجاج بعينه ترج. فمن نشر صحف أخرى أوروبية للرسوم ذاتها، وطلب وزير الخارجية الدنماركي مقابلة أمين عام المنظمة الإسلامية، إلى تقارير ريبورتاجات تنقل حال الشارع المسلم العربي. في شاشة أخرى"ترج"الشاشة بالأموال، وبما يحصل في سوق الأسهم السعودية. هناك أيضاً من يتابع. من يبكي لخسارة أو يفرح بسبب أموال سقطت من السماء."تشتعل"سوق الأسهم السعودية، فالمؤشر يرتفع بحسب الشريط الذي يمر في أسفل الشاشة. لكن الصورة صافية والألوان لم تحترق. يحذر المحللون من"انفجار"بسبب المضاربات. حتى لو حصل ستبقى الصورة صافية والألوان لا تحترق. "الكليبات"في قنوات أخرى، وفتيات يُزعم أنهن مذيعات لبرامج مسابقات، يشعلن فتيل الغضب عند آخرين يقولون بپ"انحلال في الفضائيات العربية". في التلفزيون أيضاً، تحديداً في الأخبار، والبرامج السياسية،"تشتعل"فلسطين والعراق وإيران وسورية... والصورة صافية، والألوان لا يلطخها الدم. مشجعو"ستار أكاديمي"وپ"مهووسوه"يرجون التلفزيون أيضاً. لكن، الشاشة صافية لا تحرك ساكناً. تعرض المشهد تلو المشهد. غضب الجمهور السعودي من مواطنه المشترك محمد فهد. غضب لأنه صوت ضد مواطنه محمد الدوسري. أضرب الجمهور عن لعبة التصويت. ربما صوت ضد مواطنه! بل ربما صفق حين حصل فهد على أقل من 16 في المئة، وحين حصل التونسي وجدي لكحل على أربعة أصوات من زملائه الطلاب، في مقابل"صفر"من الأصوات لمحمد فهد. لكن المتسابق السعودي ربح رغماً عن أنف من أراد خسارته. رفاقه في الأكاديمية صفعوا مَن صوّت ضده! خمسة صوتوا معه. تشتعل"الحرب"الآن مجدداً بين الجمهور ومحمد فهد، خصوصاً أن الطلاب لن يستطيعوا ابتداء من الحفلة المقبلة إنقاذ الطلاب. آخرون - معارضو البرنامج - يشتعلون. يغضبون بسبب تلك الملايين التي يدفعها صغار في التصويت من دون رقيب ولا حسيب. في التلفزيون يتألم مشاهدون، ويرقص آخرون. يفرح مشجعون، ويعارض كثيرون. يُصفق البعض ويلطم آخرون. يتآمر مصوتون ويمتعضون. يتفاعل كثيرون. فعل ورد فعل. كائنة ما كانت الحال، تبقى الصورة من دون اهتزاز، صافية، ملونة. التلفزيون يشتعل... والصورة صافية!