ينتظر ان يصل الى الخرطوم غداً وفد كبير من الكونغرس الأميركي في زيارة رسمية بهدف دفع جهود تسوية أزمة دارفور سلماً وتسريع خطوات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد. وسيجري الوفد خلال زيارته التي تمتد يومين، محادثات مع المسؤولين في الدولة قبل أن يزور الجنوب ودارفور للوقوف على الوضع الإنساني والإغاثي للمتأثرين بالحرب في الإقليم. وأكدت واشنطن ان تركيزها الآن سيكون العمل من أجل استصدار قرار من مجلس الأمن بنقل مهمات قوات الاتحاد الافريقي في دارفور الى الاممالمتحدة، فيما اكد حلف شمال الاطلسي الناتو انه لن يرسل أي قوات الى الاقليم وانما سيساعد في عمليات تدريب الجنود ونقلهم الى هناك. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك في تصريحات وزعتها السفارة الأميركية في الخرطوم، أمس، ان واشنطن ستعمل خلال الفترة المقبلة على محورين الأول استصدار قرار بنقل مهمات بعثة الاتحاد الافريقي في السودان الى بعثة عمليات الأممالمتحدة في السودان والمحور الثاني التمهيد لعملية النقل بالتشاور والتنسيق مع الاطراف المعنية كافة. وفي بروكسيل استبعد ديبلوماسي رفيع في حلف"الناتو"مشاركة الحلف بقوات في دارفور بعد نقل مهمات الاتحاد الافريقي هناك الى الأممالمتحدة. الى ذلك، انتقلت قضية تمويل القمة الافريقية التي استضافتها الخرطوم نهاية الشهر الماضي الى البرلمان بعدما هاجمت المعارضة الصرف ببذخ على القمة التي فشل السودان في الحصول على رئاستها. وكشف وزير المال الزبير أحمد الحسن ان كلفة تمويل القمة بلغت 52.2 مليون دولار بدل 150 مليون دولار كان مقرراً صرفها، وأعلن تشكيل لجنة لمراجعة الصرف الاداري للقمة، ودافع في شدة عن اليخت الرئاسي الذي جُلب للزعماء الافارقة وقال ان كلفته 4.3 مليون دولار. وقال الوزير أمام البرلمان، أمس، في رد على سؤال من ممثل التجمع الوطني الديموقراطي المعارض علي محمود حسنين في شأن تمويل القمة الافريقية ومصاريفها:"لقد رشّدنا المبلغ المقرر لتمويل القمة من 150 مليون دولار إلى 52.2 مليون دولار صُرفت من احتياطي موازنات ثلاثة اعوام على التوالي". وذكر الوزير ان الفيلات الرئاسية التي اُنشئت لاستضافة الرؤساء الافارقة بلغت كلفتها 33 مليون دولار، كاشفاً موافقة الحكومة مبدئياً على بيعها بمبلغ 55 مليون دولار بعدما طرحتها للبيع عبر الصحف، وتلقت عرضين حولها. لكنه قال ان الصفقة لم تكتمل حتى الآن، مشيراً الى ان القاعة الرئاسية الجديدة التي استضافت القمة شُيّدت بمنحة من الحكومة الصينية. ودافع وزير المال عن موقف حكومته بعدما حاصره النواب بأسئلة تركزت حول عائدات القمة للسودان وعلاقة اليخت الرئاسي بالقمة وتكلفته والخسائر التي تكبدتها الدولة جراء تعطيل العمل في الدوائر لثلاثة ايام، ومساهمة الاتحاد الافريقي في القمة وما وصفوه ب"الصرف البذخي". وكشف حسنين ان وزير شؤون رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح كوّن لجنة لمراجعة الاداء المالي للقمة، مؤكداً ان عائدات القمة للسودان لا يمكن حصرها ولا احصاؤها، معتبراً ان اكبر انجاز للقمة هو عودة السودان الى افريقيا ومساهمة القادة الافارقة في دعم السلام وبرامج اعادة التعمير والنازحين. في غضون ذلك، أكدت الأممالمتحدة أن مرض الكوليرا في جنوب السودان أودى بحياة 27 شخصاً حتى الآن. وقال بن باركر، الناطق باسم بعثة برنامج رعاية الطفولة في السودان، إن الوضع مخيف جداً في جوبا، عاصمة الجنوب، التي تعاني من نقص حاد من المياه الصالحة للشرب. وبلغت الحالات المسجلة لدى السلطات الصحية في الجنوب 1566 حالة.