حذرت الأممالمتحدة مجدداً، امس، من استمرار التوتر الأمني في منطقة ابيي التي شملها اتفاق السلام في جنوب السودان، وتحدثت عن وقوع اشتباكات قبلية في ولاية غرب الاستوائية المتاخمة للحدود مع الكونغو الديموقراطية، فيما قللت الحكومة من تهديد مصادر افريقية بالبحث عن دولة أخرى لاستضافة القمة الافريقية المقرر ان تستضيفها الخرطوم في كانون الثاني يناير المقبل. وأعلنت الناطقة باسم مبعوث الأممالمتحدة الى السودان السيدة راضية عاشوري، في مؤتمر صحافي أمس، وصول قوة مصرية تتألف من 475 جندياً سيجري نشرهم في منطقة جبال النوبة في جنوب وسط البلاد الأحد المقبل في اطار قوات حفظ السلام الدولية واوضحت ان 196 جندياً سيصلون من الهند نهاية الأسبوع وسيجري نشرهم في جبال النوبة أيضاً وملكال في جنوب البلاد في المهمة ذاتها. واكدت استمرار التوتر في منطقة ابيي التي تقطنها قبائل افريقية وعربية. وكشفت عن مشادة كلامية بين زعيمي قبيلتي"الدينكا"و"المسييرية"تطورت الى اشتباك بالأيدي أوشك ان يؤدي الى مواجهة عسكرية بين الطرفين، لكن تدخل الأممالمتحدة أفضى الى احتواء الموقف. وأضافت عاشوري ان منطقة مندري في ولاية غرب الاستوائية في جنوب البلاد شهدت كذلك اشتباكات بين القبائل الجنوبية ما أدى الى نزوح اعداد كبيرة من السكان. وطالبت الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب باحتواء التدهور هناك. وأكدت ان الأممالمتحدة لن تنسحب من دارفور بسبب تدهور الأوضاع الامنية الذي أدى الى مقتل 34 مدنياً ونزوح نحو ثمانية آلاف من مخيم أرو شارو في غرب دارفور ومنطقة طويلة في شمالها، لكنها حذرت من ان استمرار العنف سيدفع المنظمات الانسانية الى الانسحاب من الاقليم ويوقف دعم الدول المانحة. وفي السياق ذاته هددت مصادر في الاتحاد الافريقي بالبحث عن دولة غير السودان لاستضافة قمة زعماء دول الاتحاد المقرر عقدها في الخرطوم في كانون الثاني يناير إذا استمر تدهور الأوضاع في دارفور. كما تحفظ وفد من المفوضية الافريقية انهى زيارة للبلاد، عن استعداد الحكومة لعقد القمة. وانهى نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي باتريك مازيماكا زيارة للخرطوم أمس وقف خلالها على استعدادات الحكومة السودانية لاستضافة قمة زعماء دول الاتحاد الافريقي الثالثة. وقال مازيماكا في مؤتمر صحافي ان وفده ابدى ملاحظات على الاستعدادات، ملمحاً الى الجانب الأمني. وزاد:"أبلغنا الحكومة ان الوفود التي ستشارك ستكون كبيرة، لذا طالبنا باليقظة. كما ان هذه الوفود تحتاج الى عدد أكبر من الفنادق لاستيعابها"، موضحاً انه سيزور الخرطوم نهاية العام ليرى ما فعلته الحكومة في شأن ملاحظاته. لكن وزير شؤون الرئاسة اللواء بكري حسن صالح الذي تحدث في المؤتمر الصحافي قال ان حكومته ستعطي تحفظات وفد المفوضية الافريقية قدراً أكبر من الاهتمام، مؤكداً حرص الخرطوم على الاعداد الجيد للقمة التي ستتزامن مع مرور عام على توقيع اتفاق السلام في جنوب البلاد. واستبعد نقل القمة من الخرطوم الى دولة أخرى بسبب ما يجرى في دارفور. وكان ديبلوماسي افريقي في اديس ابابا قال ان قمة الخرطوم في الميزان. وقال"من الممكن ان تطلب دول افريقية عدة اغضبها قصف ملاجئ المدنيين بالقنابل في معسكرات اللاجئين، من الاتحاد الافريقي البحث عن مكان آخر"لعقد المؤتمر. وعلق أ ف ب مجلس السلام والأمن في الاتحاد الافريقي أمس في اديس ابابا اجتماعاً كان مقرراً حول الوضع الأمني في دارفور غرب السودان بهدف"أخذ مزيد من الوقت"للنظر في القضية. وقال رئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان بابا غانا كينغبي للصحافيين ان"المواضيع التي سيدرسها المجلس حساسة، واعتبرت الدول الاعضاء انها تحتاج الى مزيد من الوقت لاجراء استشارات بينها قبل اصدار اعلان رسمي". وفي لندن "الحياة" اُعلن ان وزير الدولة البريطاني المختص بالشؤون الافريقية اللورد كرايسمان بدأ زيارة أمس للسودان تستغرق أربعة أيام. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان اللورد كرايسمان سيلتقي خلال وجوده في السودان بوفدين من الترويكا الأوروبية كي ينقل الى حكومة الخرطوم رسالة تطالبها بأن تعالج على نحو السرعة الموقف الأمني المتدهور في دارفور. وقالت الوزارة ان وفد الترويكا سيضم ايضاً المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الدولة في وزارة الخارجية النمسوية الرئيس المقبل للاتحاد الأوروبي هانز وينكلير. وأشارت بريطانيا التي ترأس حالياً الاتحاد الأوروبي الى أنها أوضحت بجلاء انها تتوقع ان تقوم كل الأطراف المعنية بوقف الأعمال التي يمارسها المقاتلون التابعون لها وكذلك التوصل الى تسوية سياسية في محادثات أبوجا للسلام في دارفور.