نفى وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول أن يكون طلب من قطر تمويل القوات الافريقية الموجودة في اقليم دارفور الذي يشهد صراعاً دموياً منذ سنوات، وقال إن أمر وجود القوات في الإقليم"لم يعد أمر مال لأنه اذا كان الاتحاد الافريقي متمسكاً باستمراره في دارفور ومحتاجاً الى المال فإننا يمكن أن نسعى الى استنفار القوى الصديقة لتقديم المال المطلوب حتى كانون الأول ديسمبر، وهو 160 مليون دولار 17 مليون دولار شهرياً". وأكد أكول في مؤتمر صحافي عقده أمس في الدوحة إن الاتحاد الافريقي هيأ نفسه ليسلم قيادة القوات الى الأممالمتحدة. وجدد التأكيد"أننا نفضّل الاتحاد الافريقي لأن القوى الموجودة في دارفور حالياً أكثر إلماماً بالبيئة". وقال:"علينا التعامل بواقعية في هذا الأمر، إذ لا يمكن نشر أي قوات دولية في السودان من دون موافقة الحكومة". وأضاف"اذا انتقل الأمر الى الأممالمتحدة فإنهم سيجلسون معنا للبحث حول امكان نشر القوات الدولية". وأفاد لام أكول أنه التقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونقل اليه رسالة خطية من الرئيس عمر البشير، كما اجتمع مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية السيد أحمد بن عبد الله آل محمود. وقال إنه أطلع المسؤولين القطريين على"مستجدات الساحة السودانية"، وإن وزير الدولة القطري أبلغه حرص قطر على دعم العلاقات وارساء السلام في كل السودان والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها". ووصف اتفاق السلام بين"الحركة الشعبية"و"المؤتمر الوطني"بأنه أدخل البلاد في"مرحلة التحول الديموقراطي والاتفاق على التحول الانتقال السلمي للسلطة". واعتبر أن الخلاف بين حزبي"المؤتمر الوطني"و"الحركة الشعبية"حول تفسير بعض بنود اتفاق السلام"أمر طبيعي، لكن المهم أنه توجد ارادة مشتركة لحل الخلافات بالحوار للوصول الى فهم مشترك". وشدد على ان"وجود خلافات أمر صحي". وسئل عن الخلافات في شأن البترول، فأجاب أن بعض الناس لا يفهم طبيعة الخلاف، وهو خلاف حول"القروش التي ستذهب الى الجنوب". وأوضح رؤيته بقوله إن هناك آبار بترول تعتقد وزارة الطاقة أنها في الشمال، وحكومة الجنوب تعتقد أنها في الجنوب، وهذا الخلاف سيعالج من قبل مفوضية الحدود التي ستحدد الحدود بين الشمال والجنوب. وسألته"الحياة"عن رأيه في شأن حديث الشارع السوداني عن الفساد السياسي والمالي والاداري ودور"الحركة الشعبية"في معالجة هذا الشأن، إضافة الى قضية المفصولين تعسفياً من العمل خلال السنوات الماضية وبينهم سفراء، فقال إن السودانيين يستعجلون النتائج وحكومة الوحدة الوطنية عمرها 4 أشهر"وهذه الأمور معالجة الفساد تحتاج الى وقت ولن تتم بين ليلة وضحاها، وهي تحتاج الى تشريعات". أما في شأن السفراء، فقال إن قضيتهم عالجها الدستور الانتقالي و"هناك لجنة للنظر في ذلك ولم يعد الأمر من اختصاص وزير الخارجية فهذا أمر دولة". وسئل عن تصريحات أطلقتها أرملة جون قرنق السيدة ربيكا في واشنطن قبل أيام انتقدت فيها الأوضاع في السودان، فرد:"سندرس تصريحاتها عندما تعود من أميركا وسنتخذ ما نراه من مواقف لأننا لا نريد أن نتحدث علناً بأنها صرحت تصريحات خارجة عن السياسة العامة، ولا نريد ذلك، لكن كل مسؤول يصرح فهناك نظم على المستوى الحزبي في الحركة الشعبية للمساءلة، أو على المستوى الحكومي اذا كان هناك خروج على الخط العام. والآن لا أريد الحديث عن ذلك". وفي الخرطوم، يُتوقع ان يُجري وفد عسكري اميركي رفيع محادثات مع مسؤولين حكوميين حول كيفية نقل مهمات قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة في دارفور الى الأممالمتحدة. وقال مندوب الولاياتالمتحدة لدى مجلس الامن السفير جون بولتون إن الفريق العسكري سيدرس في الخرطوم نشر مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دارفور. وذكر بولتون ان"الفريق العسكري الأميركي سيطرح على المسؤولين في الحكومة السودانية سلسلة خيارات يتم من خلالها تحديد الكيفيات المتعلقة بعملية انتقال مهمات قوات الاتحاد الافريقي في دارفور الى القوات الدولية التابعة للامم المتحدة".