لا شيء يستحق في هذه الحياة الدنيا ان تقضي ما تبقى من عمرك وحيداً تحصي وجوهاً أحبتك وأخرى أحببتها وتسد نوافذك أمام العالم وتغلق ابوابك في وجه القادم وتحرق سنوات عمرك بنار آلامك وتبكي فوق أطلال حكاية ماتت، وتموت بلا موت وتبكي بلا صوت وترفض القلوب الصادقة وتفقد ثقتك بالآخرين فقط لأن أحدهم عجز أن يبادلك مشاعرك وحبك العظيم له."لا تحزن عما فاتك ولا تفرح بما آتاك". لا تغضب على دنيا فانية، فلا تستحق الدنيا أن تغضب حد الثورة أن تثور حد الاشتعال وان تشتعل حد الاحتراق وان تحترق حد الألم وأن تتألم حد البكاء وأن تبكي حد الانكسار وأن يتحول بياضك الى سواد وأفراحك الى حداد وابتسامتك الى دموع وتفاؤلك الى تشاؤم من أجل دنيا فانية. كن حاملاً لشعار السلام في كل مكان وابدأ مخاصمك بالسلام ومد يدك اليهم مصافحً ولا تسلخهم من انسانيتهم وتصدر حكمك بإعدامهم وتسلبهم حق الدفاع عن انفسهم وتبالغ في اضاءة سلبياتهم للآخرين كي تقنع المحيطين بحقك وقضيتك، فالقوي بحجته وليس بظلمه، والضعيف من يظلم الآخرين ويتجاوز عليهم. لا تحزن عما فاتك ولا يصيبك اليأس والإحباط ممن لا يبادلك الحب الذي بادلته ولا تسخر من تضحياتك الصادقة معهم وتندم على عطائك اللامحدود لهم وتصف نفسك بالغفلة والسذاجة وتلعن ايامك الجميلة معهم وتشوّه جمالك بداخلك. وتنسى الفرح وتتذكر احزانك وتردد ألحان الحزن في ظلام الليالي وتزيد الجروح نزفاً.تذكروا ان الحياة درب كتب علينا أن نمشيها بكل تفاصيلها وكل ما فيها، فلا تحزنوا وتخنُقوا ألحانكم وتجمدوا أحاسيسكم و تُحجِّروا قلبكم وتُجفِّفوا عذب دموعكم، وتكبتوا لهفة دقات قلوبكم وتقفوا جامدين كالتمثال، بل دعوا اشجانكم تشدو ودموعكم تحكي ودقات قلوبكم تتكلم بانسانيتكم، فمهما فعل سفلة الأمة من عدوان وقساوة وتخريب ودمار، فانهم لم ولن يغتالوا كلمة الحق، لأن الظالمين مهما بلغت قوتهم فإنهم أوهن من بيت العنكبوت، وصاحب الحق منصور بحقه، ولن يموت الحق مهما بلغت قساوة الاعداء. فإن الدم سينتصر على سيف الظلم على رغم عمق الجراح وكثرة التضحيات. ناصر الحقار - بريد الكتروني