أعلن فريق التحقيق البريطاني أن الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو تعرض لعملية اغتيال مقصودة، فيما أكدت موسكو أن"قضية ليتفينينكو لن تؤثر في العلاقات الروسية - البريطانية". وتحول نشاط الأجهزة المختصة البريطانية للتحقيق في"جريمة قتل"بعدما أعلنت اسكتلنديارد رسمياً أن نتائج الفحوص التي أجرتها دلت على تعرض الجاسوس الروسي لعملية اغتيال باستخدام مادة سمية تحوي عناصر مشعة. وهذا أول تأكيد رسمي يصدر عن الشرطة البريطانية التي تركزت تحقيقاتها في السابق على كشف ما وصف بأنه"ملابسات غامضة لحادث تسمم". وقال ناطق باسم الشرطة إن أجهزة التحقيق لم تصل بعد إلى نتيجة نهائية في شأن دوافع الجريمة أو الجهات المتورطة في تنفيذها. وتوفي ليتفينينكو في 23 من الشهر الفائت بعد أسابيع على تعرضه لجرعة مشعة في أحد مطاعم العاصمة البريطانية، ودفن أمس في إحدى المقابر الإسلامية في لندن بناء على رغبته. وكان والد الجاسوس والتر ليتفينينكو أعلن أن ابنه اعتنق الإسلام قبل فترة قصيرة من موته وأوصى بدفنه بحسب التقاليد الإسلامية. في غضون ذلك، واصل فريق المحققين البريطانيين بالتعاون مع النيابة العامة الروسية عمليات الاستجواب مع شخصيات يعتقد بأن لديها معلومات حول الحادث. وقالت جهات أمنية روسية إن الفريق سيحقق اليوم مع اندريه لوغوفوي وهو عميل سابق للأجهزة الروسية تحوم حوله شبهات بالتورط في عملية القتل، علماً أنه كان التقى الجاسوس القتيل يوم إصابته بالتسمم . وأكدت موسكو مجدداً أن الأجهزة الروسية تعمل بتعاون كامل مع الفريق البريطاني، علماً أن جهات في الشرطة البريطانية تحدثت قبل يومين عن"عراقيل يضعها الروس أمام مسار التحقيق". وكانت موسكو دعت إلى"عدم تسييس"التحقيق. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن التحقيق في"قضية ليتفينينكو"لن ينعكس على العلاقات السياسية بين روسيا وبريطانيا. وأكد أن ما وصفها بأنها"محاولات تهدف لإثارة ضجة سياسية حول هذه القضية سيكون مصيرها الفشل". دور إسرائيلي ودخلت إسرائيل على خط السجال، بعدما نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر أمنية في تل أبيب أن الأخيرة سترسل فريق تحقيق لمساعدة البريطانيين في التحقيقات. وذكرت المصادر أن لندن"مهتمة بمعرفة تفاصيل حول نشاط الأجهزة الخاصة الروسية في ملاحقة معارضين روس متواجدين في إسرائيل"، في إشارة إلى رجال مال يهود فروا إلى الدولة العبرية بعد ملاحقتهم لتورطهم في قضايا فساد مالي في روسيا . إلى ذلك، أعرب جاسوس روسي آخر هو يفغيني ليماريف وهو معارض عمل سابقاً في الاستخبارات الروسية فر إلى فرنسا عام 2001 عن مخاوفه من احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال أيضاً. وقال إن الأجهزة الخاصة الروسية التي يتهمها بقتل ليتفينينكو تلاحقه كذلك لأنه سلم العميل الإيطالي ماريو سكاراميللا لائحة بأسماء"أعداء روسيا" وضعتها مجموعة من متقاعدي جهاز"في أس بي"الروسي لقتلهم، وتضم اللائحة اسم ليتفينينكو واسمي ليماريف وسكاراميللا، وسلم الأخير نسخة عنها إلى الجاسوس الروسي القتيل خلال لقاء جمعهما في نفس يوم تعرض ليتفينينكو للتسمم . وفي موسكو، استبعد الزعيم اليميني أيغور غايدار الذي تعرض لحادث تسمم أخيراً وجود صلة بين محاولة قتله ومسألة موت الجاسوس الروسي في لندن، وكانت مصادر المعارضة الروسية ربطت بين الحادثين واعتبرتهما جزءاً من مخطط واسع يستهدف المعارضين الروس، وقال غايدار الذي ارتبط اسمه بالإصلاحات العشوائية الكارثية خلال تسعينات القرن الماضي انه"لا يرى أي مصلحة للقيادة الروسية في قتل شخصية معروفة خصوصاً بعد موت ليتفينينكو". وأضاف في مقال نشرته صحيفة"فيدوموستي"الروسية انه يرجح أن يكون الساعي إلى قتله"جهة معارضة للسلطة الروسية ترى من صالحها تدهور العلاقات بين روسيا والغرب".