سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطات الروسية تتعهد تشديد الرقابة في المطارات والتعاون مع المحققين البريطانيين . لندن : رصد مواد مشعة في طائرات قادمة من موسكو خلال التحقيق بتسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا
فرضت موسكو تدابير مشددة في المطارات الروسية بعد الإعلان عن العثور على آثار مواد مشعة على متن طائرتين بريطانيتين قامتا برحلات إلى روسيا أخيراً. وأكدت مصادر الكرملين استعداد الأجهزة الخاصة الروسية لمساعدة الأجهزة البريطانية في كشف كل التفاصيل المتعلقة بهذه القضية. وقادت التحقيقات في قضية موت الجاسوس الروسي ألكسندر ليتفينينكو بعد تعرضه لجرعة مشعة في لندن مطلع الشهر الماضي, إلى الرحلات الجوية بين البلدين, بعدما كشفت فحوصات أجرتها الأجهزة البريطانية عن وجود"آثار مواد مشعة بكميات ضئيلة"على متن طائرتين تابعتين لشركة"بريتيش أيرويز"قامتا برحلات أخيراً إلى العاصمة الروسية. وفور الإعلان عن النبأ, فرضت الأجهزة الروسية تدابير مشددة في مطارات موسكو. وأعلن مسؤول في جهاز الرقابة على المواد المشعة أن تعزيزات إضافية ستوضع على كل النقاط الحدودية الروسية, بهدف التأكد من عدم وجود بقايا لمواد مشعة, ولقطع الطريق على أي محاولات لتهريب مواد من هذا النوع. وكانت الأجهزة البريطانية أعلنت عن اشتباهها بوجود مواد مشعة على متن أربع طائرات: اثنتان روسيتان وأخريان بريطانيتان، وهي طائرات قامت برحلات في الفترة من 25 تشرين الأول أكتوبر إلى الثالث من تشرين الثاني نوفمبر الماضيين, بين مطار هيثرو في لندن ومطارات العاصمة الروسية. وعادت لندن في وقت لاحق للإعلان عن"طائرة مشبوهة"خامسة, تابعة للخطوط البريطانية, موجودة حالياً في مطار"دوموديدوفا"جنوبموسكو. ومنعت السلطات الروسية الطائرة من المغادرة إلى حين وصول فريق خبراء بريطانيين للتحق من وجود آثار مواد مشعة على متنها. وقالت جهات بريطانية إن الخبراء سيقررون ما إذا كان فحص الطائرة سيُجرى في روسيا أو على الأراضي البريطانية. وأعلنت السلطات البريطانية أنها تنوي فحص ركاب 221 رحلة بين روسيا وبريطانيا. وخصصت خطاً ساخناً للركاب من أجل الاتصال والخضوع للفحوص الخاصة. وكان التحقيق في موت ليتفينينكو دل إلى وجود آثار مواد مشعة في 12 موقعاً في لندن تواجد فيها الجاسوس الروسي أوائل تشرين الثاني الماضي, عندما تعرض لجرعة من المواد المشعة أثناء تواجده في مطعم بحسب تقديرات الأجهزة المختصة البريطانية. في غضون ذلك أعلن الكرملين استعداد روسيا للتعاون مع الأجهزة البريطانية على كل المستويات. وقال أناتولي سافانوف ممثل الرئيس الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب إن الكرملين أكد توافر إرادة سياسية كاملة للمساعدة في كشف تفاصيل هذه القضية موت ليتفينينكو بكل الجوانب المتعلقة بها, مشيراً إلى أن الأجهزة الخاصة الروسية مستعدة لتقديم العون إلى الأجهزة البريطانية. من جهة أخرى, أعلن أن صديق ليتفينينكو المدعو أندريه لوغوفوي وهو أحد الأشخاص الذين التقوا الجاسوس الروسي يوم تسممه, كان وصل إلى موسكو على متن إحدى الطائرات التي عثرت فيها الأجهزة البريطانية على آثار مواد مشعة. ونفى لوغوفوي وجود أي صلة له بموت ليتفينينكو, لكنه اعترف بأنه كان ضمن ركاب طائرة"بوينغ 767"التي وصلت إلى موسكو في الثالث من الشهر الماضي أي بعد يومين من لقائه مع ليتفينينكو. ونفت مصادر أمنية روسية صحة ما أعلنه العميل الإيطالي ماريو سكاراميللا عن أن ليتفينينكو كان تخصص خلال خدمته في جهاز الأمن الفيديرالي الروسي في أس بي بتهريب مواد مشعة إلى دول غربية. وقالت المصادر إن ليتفينينكو طرد من الجهاز الروسي في العام 1998 وفر من روسيا بسبب ملاحقته في قضايا فساد عام 2000, ولا يمكن ان يكون عمل بعد ذلك تحت غطاء هذا الجهاز, علماً أن سكاراميللا كان من بين الأشخاص الذين التقوا ليتفينينكو الشهر الماضي, وصرح لاحقاً بأنه حذره من ملاحقة الأجهزة الخاصة الروسية.