لم تمض ساعات على كشف رسالة كتبها الجاسوس السابق في الاستخبارات الروسية الكسندر ليتفينينكو، قبل وفاته، حمّل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولية وفاته، حتى رجح وزير الداخلية البريطاني جون ريد أمس أن تكون الوفاة ناجمة عن مادة مشعة في جسده. وافادت وكالة الوقاية الصحية البريطانية ان المادة المُشعة هي"بلونيوم - 210"السامة التي وجدت آثار منها في بوله. وقال رئيس الوكالة"قد تكون المادة اضيفت الى طعام ليتفينينكو او انه شمها او دخلت جسده عبر جرح ونحن نعرف انه تلقى جرعة كبيرة منها". وتكفي كمية بسيطة جداً، خصوصاً اذا كانت نقية عالية التكثيف، لقتله. وقال ريد في بيان إن سكوتلانديارد"تحقق في وفاة الكسندر ليتفينينكو التي قد تكون على علاقة بوجود المادة المشعة في جسده"، مضيفاً أن"الشرطة طلبت في إطار تحقيقها مساعدة خبراء للبحث عن أي اثر لمادة مشعة في عدد من المواقع". وتوفي ليتفينينكو ليل الخميس - الجمعة في لندن عن 43 سنة بعدما فقد شعره وأصيب بفشل في الأعضاء. وفي رسالة تلاها الناطق باسم ليتفينينكو أليكس غولدفارب، حمّل الجاسوس الروسي السابق بوتين مسؤولية قتله، في وقت أعلن والده أن ابنه قتل بواسطة"قنبلة نووية صغيرة". راجع ص 8 ورد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من هلسنكي، حيث عُقدت القمة الروسية - الأوروبية، على هذا التطور"ليس لدينا أي رد على مثل هذه الاتهامات"، مضيفاً"الموت مأساة على الدوام وعلى الأجهزة البريطانية المتخصصة أن تجري التحقيق". وفي موسكو، أكدت مصادر في البرلمان الروسي وفي الأجهزة الخاصة الروسية ل"الحياة"أن لا مصلحة لموسكو في قتل الجاسوس"باعتباره فقد أهميته منذ سنوات"، وتحديداً بعدما اصدر كتاباً عن أداء الأجهزة الأمنية الروسية والتفجيرات الداخلية التي قال إنها أوصلت بوتين إلى السلطة. وتفيد المصادر بأن الشبهات تدور حول البليونير اليهودي الفار من روسيا بوريس بريزوفسكي المناهض للكرملين، باعتباره المستفيد الأكبر من توجيه التهم إلى نظام بوتين، أو ربما جهات شيشانية معارضة. كما استبعدت أن يكون لدى ليتفينينكو أي معلومات مفيدة عن قتل الصحافية المعارضة آنا بوليتكوفسكايا. ونقلت صحيفة"كومرسانت"الروسية عن رجل الأعمال اندريه لوغوفوي، وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة الروسي، إقراره بأنه التقى ليتفينينكو قبل ظهور عوارض المرض عليه. وقال لوغوفوي انه قصد لندن لمتابعة مباراة في كرة القدم، وقابل ليتفينينكو في الأول من تشرين الثاني نوفمبر الجاري في فندق، وكان يرافقهما شريك لوغوفوي في الأعمال ديمتري كوفتون، وانضم إليهم في وقت لاحق فياتشيسلاف سوكولينكو وهو شريك آخر للوغوفوي وصديقه. ولم يذكر لوغوفوي تفاصيل الاجتماع، لكنه قال انهم اتفقوا على اللقاء في اليوم التالي. لكن ليتفينينكو اتصل به وألغى الموعد بسبب إصابته بالإعياء. والتقى لوغوفوي نائب السفير البريطاني في موسكو أول من أمس، وقال انه سيرد على أي أسئلة لدى الشرطة حول الموضوع. ولم تذكر السفارة تفاصيل عما جرى بحثه خلال اللقاء.