صادقت الحكومة الاسرائيلية امس على اطلاق 005 اسير فلسطيني لن يكون بينهم نجل مروان البرغوثي، وسط انباء عن احتمال نقل المسؤولية الامنية عن مدينة اريحا الى السلطة الفلسطينية. وتعززت هذه الاجواء الايجابية بتجديد"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"التزامهما التهدئة، في حين اكدت"حماس"انها اتفقت مع الرئيس محمود عباس ابو مازن على"آلية"للرد على الخروق الاسرائيلية للهدنة. راجع ص 5 في غضون ذلك، اعلن الجيش الاسرائيلي انه يعتزم بناء جدار الكتروني شمال الضفة بعد اخلاء اربع مستوطنات شمال الضفة الصيف المقبل. واوضحت اسبوعية"باماهين"الصادرة عن الجيش ان الجدار الالكتروني سيفصل بين المناطق التي ستنسحب منها اسرائيل وتلك التي ستبقى فيها، مضيفة ان الجدار لن يضر بالمزارعين ولن يؤدي الى مصادرة اراضيهم. ومن المتوقع ان يبدأ الجيش بالانسحاب من اريحا خلال ايام وفق اتفاق بين وزير الدفاع شاؤول موفاز ووزير الامن السابق محمد دحلان، على ان يتبعه انسحاب اخر من قلقيلية وطولكرم. وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل تنظر الى تجربة اريحا كاختبار لقدرة قوات الامن على السيطرة على باقي مدن الضفة. وانشغل امس الاعلام الاسرائيلي بالتهديدات التي وجهها اليمين المتطرف الى وزراء يؤيدون خطة الانسحاب من غزة، مذكرا بالاجواء التي سادت قبل اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين، في حين لم يستبعد وزير الامن الداخلي جدعون عزرا احتمال اقدام انتحاري يهودي على قتل رئيس الحكومة ارييل شارون، في وقت عززت اجراءات حماية المسؤولين. الا ان مراقبين قللوا من شأن هذه التهديدات، معتبرين ان التهويل فيها يخدم شارون ويستقطب مزيدا من الدعم الشعبي لخطته، في وقت يعطيه فرصة للتشدد امام العالم في شأن الانسحاب من الضفة الغربية على خلفية المعارضة الشديدة للانسحاب من قطاع غزة. ومن المقرر ان تطلق اسرائيل الدفعة الاولى من الاسرى في غضون ايام. وهي شددت على ان هذه الخطوة تندرج في اطار"بادرات حسن نية"تجاه"ابو مازن"بهدف تثبيت مكانته وتعزيز الثقة المتبادلة، لافتة الى ان اختيار الاسرى تم وفق المعايير الاسرائيلية، بمعنى انها لا تشمل اي اسير قتل اسرائيليا. من جانبه، دعا الوزير الفلسطيني قدورة فارس اسرائيل الى التنسيق مستقبلا مع السلطة في شأن هوية الاسرى ومعايير اطلاقهم.