أبلغت حركة "حماس" اجتماعا فلسطينيا عقد في دمشق أنها رفضت عرضين عربيين منفصلين لقبول المبادرة العربية للسلام، وان الاوروبيين تفهموا موقف الحركة من رفضها الاعتراف بالدولة العبرية. ونسبت المصادر الى نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"موسى أبو مرزوق انه ابلغ قيادات الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق في اجتماع عقد اخيرا ان"حماس"رفضت عرضا من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان اثناء زيارته دمشق قبل أسابيع بالموافقة على المبادرة العربية للسلام في مقابل بقائها في الحكومة". واضافت ان أبو مرزوق قال ان الموقف المصري يستند الى ان"المجتمع الدولي لن يفك الحصار عن الحكومة والشعب الفلسطيني الا في حال التزمت الحكومة بشروط اللجنة الرباعية الدولية"التي ترفضها"حماس"وتتمثل في الاعتراف بالدولة العبرية وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. واشار ابو مرزوق الى ان الحركة رفضت عرضاً عربيا مماثلا يطالب الحركة ب"الاعتراف بالمبادرة العربية للسلام في مقابل فك الحصار"الدولي، مؤكدا ان"اقصى ما ذهبت اليه حماس هو الموافقة على المبادرة العربية مع التحفظ على الاعتراف باسرائيل، غير أن العرب لم يوافقوا على هذه الصيغة". وقال أبو مرزوق ان"الاوروبيين تفهموا موقف"حماس"من عدم الاعتراف باسرائيل على أساس عدم جواز مطالبة حركة أو حزب أو سلطة حكم ذاتي بالاعتراف باسرائيل"، مضيفا ان"روسيا بدأت ايضا تغير مواقفها ايجابا حيال عدد من القضايا العربية، وكذلك قضيتي العراق وكوريا الشمالية، وانعكس ذلك في أن موسكو لم تعد تعتبر شروط الرباعية شرطا لفك الحصار، بل مطالب يجري متابعة تنفيذها بمعزل عن موضوع فك الحصار". واوضح ان المأزق الذي وصلت اليه مشاورات تأليف حكومة وحدة جاء على خلفية توزيع الحقائب الوزارية، مشيرا الى ان"فتح"تطالب بحقيبة الداخلية كما تطالب بها"حماس"تماماً. وكشف ان"حماس"عرضت على"فتح"ان"يكون وزير المال مستقلا على ان تسميه حماس وتوافق عليه فتح، الا ان الاخيرة رفضت"، كما عرضت"حماس"ان يكون وزيرا الخارجية والاعلام مستقلين على أن تسميهما"فتح"وتوافق عليهما"حماس". واوضح ابو مرزوق ان"حماس"ترى ان الرئيس عباس"يعطي وعوداً كثيرة لفك الحصار لكنه لا يملك ضمانات لذلك، كما انه لم يبذل جهودا حقيقية لفك الحصار واطلاق الوزراء والنواب المعتقلين، فيما العرب يتحدثون عن فك الحصار ولا يفعلون شيئا على الارض". وشدد على ان"الولاياتالمتحدة لا تريد تحديد موقف الآن من حكومة الوحدة، بل التعامل مع المسألة بعد تشكيلها، في حين أن حماس تعتقد أنه بعد تغيير الحكومة الحالية وتشكيل الجديدة، فإن اميركا ستمارس ضغوطا عليها للقبول بشروط الرباعية"، وهو ما يفسر رفض"حماس"استقالة الحكومة الحالية قبل وجود ضمانات كافية ومطمئنة بالنسبة اليها في شأن رفع الحصار بعد تشكيل الحكومة.