تراوحت التوقعات في شأن قرب اعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية بين تشكيك عدد من قادة المنظمات بالقول ان حصول ذلك قبل نهاية الشهر الجاري هو"أقرب الى الوهم". وحرص قادة حركتي"حماس"و"فتح"على الاعلان رسمياً عن قرب التوصل الى الاتفاق مع التمسك بسلة من الشروط المسبقة. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية السابق احمد قريع ابو علاء أجرى محادثات في دمشق مع رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل والأمين العام ل"الجبهة الديموقراطية"نايف حواتمة ومسؤول الخارج في"الجبهة الشعبية"ماهر الطاهر ونائب الرئيس فاروق الشرع. وعلمت"الحياة"ان قريع طلب من عدد من القادة الفلسطينيين"تجديد التزام التهدئة"مع اسرائيل. وقال مشعل، بعد لقائه ليل الاحد - الاثنين قريع، إنه تم التوصل إلى اتفاق بين حركتي"حماس"و"فتح"على الأسس الرئيسية لحكومة الوحدة وان الاتصالات تستهدف"التطبيقات التفصيلية مع متابعة الضمانات". وتتضمن الأسس تسلم"حماس"تسع حقائب وزارية ورئاسة الحكومة مقابل ذهاب ست حقائب الى"فتح"وخمس للمستقلين وأربع للكتل البرلمانية الأخرى، وان يكون برنامج الحكومة قائماً على"وثيقة الوفاق الوطني"التي توافق على"الشرعيتين العربية والدولية"من دون الاعتراف باسرائيل. وتابع مشعل ان لقاءه امس وقريع جزء من الحوارات الفلسطينية المستمرة ل"ترتيب البيت الفلسطيني، خصوصاً بعنوانين أساسيين: حكومة الوحدة الوطنية بشكلها الجديد وملف إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية"، قبل ان يشير الى ان اتصالاً هاتفياً جرى بين مشعل والرئيس محمود عباس ابو مازن. واوضحت مصادر فلسطينية ل"الحياة"امس ان"حماس"تضع عدداً من الشروط لانجاز الحكومة بينها"التزامن بين هذه الخطوة وإعادة إحياء مؤسسات المنظمة"، وان الحركة انزعجت من دعوة عباس الى عقد اجتماع للمجلس المركزي الجهاز الوسيط بين اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني في منظمة التحرير في رام الله ل"تأكيد زعامة عباس". وقالت المصادر:"ان حماس تعتبر هذه الدعوة التفافاً على الحوار الفلسطيني الذي بدأ في القاهرة، لأن انعقاده يجب ان يكون على جدول جلسات الحوار"، ما يرجح ان يكون مشعل أثار هذا الموضوع مع الرئيس عباس. وعددت المصادر الفلسطينية"الشروط"التي تضعها"حماس"لتشكيل الحكومة، وهي:"ضمانات مسبقة بفك الحصار الدولي والعربي، ورد اسرائيل أموال الحكومة الفلسطينية، والافراج عن الوزراء والنواب، وقبول عباس بالمراسيم التي وقعها رئيس الوزراء اسماعيل هنية، وتسلم حقيبتي الداخلية والاعلام وحق النقض فيتو على مرشحي"فتح"لحقيبتي الاعلام والخارجية، وتسمية ثلاثة من الوزراء المستقلين، والحصول على نصف تشكيلة السفراء والمحافظين"، مع اعتبار"حماس"اعطاء ست وزارات ل"فتح"تنازلاً كبيراً، واستمرار الحركة في رفض الاعتراف باسرائيل. وتابعت ان انطباع"حماس"هو ان الرئيس عباس يقدم وعوداً لتلبية هذه المتطلبات"لكن عندما يجري التدقيق فيها مع الاطراف العربية والدولية، يحصل انطباع بأنها ليست أكيدة". وكان قريع قال في المؤتمر ان عباس تسلم ضمانات دولية لرفع الحصار في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية. وزاد:"هناك أجواء إيجابية جداً في المجتمع الدولي لفك الحصار حال الإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهناك تأكيدات تسلمها الأخ أبو مازن"لرفع الحصار. من جهته، قال رئيس المكتب السياسي ل"حماس"اول امس:"اننا نجتهد في بحث كل المفردات حول تفاصيل الحكومة بهدف رفع الحصار عن شعبنا، حتى نفتح صفحة جديدة. وبعد تعزيز الجبهة الداخلية نتفرغ لمشروعنا الوطني لقضية القدس، وقضية الجدار، والاستيطان، وحق العودة، وموضوع المنظمة، ومواجهة الاحتلال وإنهائه". وعندما سئل عن احتمال دخول"حماس"في منظمة التحرير، قال مشعل انه اتفق وقريع على تشكيل لجنة تحضيرية بين"فتح"و"حماس"وباقي المنظمات لتفعيل آلية قرارات القاهرة لإعادة احياء مؤسسات منظمة التحرير.