جلي أن عقوبات مجلس الامن على ايران هي عقوبات جزئية تقتصر على الشق العسكري من البرنامج النووي الايراني، وتستثني الشق المدني منه. والحق ان سبل تطبيق نظام العقوبات هذا مبهمة. فالاممالمتحدة ووكالة الطاقة الذرية النووية، لا تملك بيّنات على وجود برنامج عسكري نووي ايراني. وخلو وفاض الاممالمتحدة من هذه البينات هو وراء نزول اعضاء مجلس الامن عند طلب روسيا شطب عبارة واردة في مشروع القرار عن"تهديد البرنامج النووي الايراني السلام والامن الدوليين". ونص القرار على تجميد أموال وأصول شخصيات ايرانية ومؤسسات مرتبطة بالبرنامج النووي. ولكن القرار لم يضع معايير تمكّن الدول من تحديد"خطورة"سياسي أو خبير ايراني على الامن الدولي، وتخولها، تالياً، تجميد امواله. ولم يفرض القرار حظراً على سفر المسؤولين والخبراء الايرانيين الى خارج البلاد وعلى التعاون الروسي - الايراني في مفاعل"بوشهر". وهذا ما يحملنا على طرح السؤال التالي:"ما هي موضوعات الحظر؟ وعلى رغم ان الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل هاتفياً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتبادل الاثنان التهاني بپ"انتصار ديبلوماسية الاممالمتحدة"، في وسع طهران تعكير العلاقات الروسية - الاميركية. ولا ريب في ان موسكووواشنطن تفهمان قرار مجلس الامن على طريقتهما الخاصة. فموسكو ترى ان القرار هو حل وسطي يسمح بمواصلة الحوار مع المجتمع الدولي. ويشدد الديبلوماسيون الروس على ان القرار الصادر، اخيراً، لن يضع حداً للتعاون مع طهران. فالقرار لا يشمل مفاعل بوشهر أو صادرات روسيا العسكرية الى الايرانيين. وعلى خلاف روسيا، تعتبر واشنطن القرار انذاراً صارم اللهجة الى الايرانيين. وتبدي الادارة الاميركية حرصها على انتهاج خطوات حاسمة. فطهران تجاهلت هذا القرار، ومن المتوقع ألا تلتزم ما ينص عليه. ودعت واشنطنموسكو الى عدم الوقوف مكتوفة اليدين امام ايران. وتشير الأنباء الواردة الى طلب الكونغرس من الادراة الاميركية وضع تقرير عن خطط توجيه ضربة عسكرية الى ايران، والى حتمية توتر العلاقات الروسية - الاميركية بسبب استمرار التعاون العسكري الروسي - الايراني. ولا يسع واشنطن شن حملة برية على ايران أو توجيه ضربات جوية تنهي الاحلام النووية الايرانية وتدمر منشآتها النووية، من دون تذليل مشكلة السلاح الجوي الايراني. وبحسب معلومات مسربة، حددت واشنطن اهداف حملتها الجوية على ايران، ومنها في وسط العاصمة الايرانية. وتسعى ايران الى تطوير شبكة دفاع جوية تقيها من هجمة اميركية محتملة، وهي تستعين بالتقنيات الصاروخية الروسية لبلوغ مأربها هذا. ولا تنوي موسكو تعليق تعاونها العسكري مع طهران، على ما تشتهي واشنطن. وفي وسعنا القول ان مستقبل العلاقات الروسية - الايرانية قاتم، وأن الازمة الوشيكة بينهما تشبه ازمة الكاريبي أزمة الصواريخ النووية السوفياتية في كوبا بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي في تشرين الاول/ اكتوبر 1962. عن بوريس يونانوف، "نوفاي ازفيستيا" الروسية 25 / 12 / 2006.