آذنت طهران بنيتها البدء في إنتاج الوقود النووي لأغراض صناعية، بعد نجاح مرحلة البحوث في تخصيب اليورانيوم. واتفق الموقف الإيراني مع فشل مجلس الأمن، مرة أخرى، في الإجماع على مشروع قرار يدعو الى فرض عقوبات على طهران. فمشروع القرار الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لم يرض الولاياتالمتحدة الأميركية ولا روسيا. وقال نائب رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، محمد قناد، ان مواطنيه حصلوا على نتاج عمل سلسلتين من اجهزة الطرد المركزي، تعد الواحدة 164 جهازاً. وتفتح النتيجة هذه الطريق لتخصيب اليورانيوم لأغراض صناعية. وتمكن الإيرانيون من تركيز اليورانيوم في نسبة 3 في المئة. وتركيزه في نسبة 90 في المئة، وهي النسبة التي يقتضيها إنتاج القنبلة الذرية، يحتاج الى آلاف اجهزة الطرد المركزي. وفي الأثناء يستمر مجلس الأمن في مناقشة المسألة الإيرانية. وعلى رغم ان اصحاب مشروع القرار أقروا التخلي عن فرض الحظر على مشروع المحطة النووية في بوشهر، ويتولى الخبراء الروس في ايران انشاءها، إلا ان موسكو لا تزال تتحفظ عنه. وقالت مصادر ديبلوماسية بنيويورك ان الأميركيين غير راضين عن رفع مصنع بوشهر من قائمة العقوبات. ويذهب بعض المراقبين الى ان موسكو وواشنطن غير قادرتين على ما يبدو، على صوغ اتفاق يسوي الحسابات الخاصة بالقضايا الدولية. فروسيا لن تقبل بعقوبات من أي نوع في المرحلة الراهنة. وإذا كان مفاعل بوشهر حجر عثرة على طريق اتفاق في مجلس الأمن، نظرياً، فالواقع انه ليس المشكلة الوحيدة. فهناك القيود التي يسعى الأوروبيون لفرضها على التعاون العسكري والصناعي مع طهران، وهي تتعارض ومصالح روسيا. وإلى هذا، فعلى خلاف شركائها الأوروبيين، موسكو غير مقتنعة بخطر المشروع النووي الإيراني، على رغم اقتناعها، بأن مواقف طهران المتشددة تحرج حلفاء الجمهورية الإسلامية. عن ايفان غروشكوف ، "نيزافيسيمايا غاريتا" الروسية ، 30 / 10 / 2006