أفاد تقرير صحافي بريطاني أمس، أن من المتوقع إعلان البيت الأبيض تخصيص 10 بلايين دولار لاعادة اعمار العراق، وايجاد فرص عمل جديدة ومكافحة البطالة، في اطار الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في هذا البلد المضطرب. ونقلت صحيفة"ذي صانداي تايمز"عن مسؤولين قريبين من رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال بيتر شومايكر أن قادة القوات الأميركية يخشون من اعتماد الولاياتالمتحدة على الجيش فقط لفرض السلام في العراق، ويصرون على أن تكون أموال إعادة الاعمار في إطار الخطة الجديدة التي سيعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش مطلع السنة المقبلة. وسيُطبق بوش المثال الذي لجأ اليه الرئيس الاميركي الاسبق فرانكلين روزفلت في الركود الكبير الذي حدث في الثلاثينات. وانفق الاميركيون حتى الآن ما يصل الى 40 بليون دولار من المساعدات الاقتصادية للعراق لكن"لم يتم انفاقها في الامكنة المناسبة او في مجالات مفيدة لتشغيل العراقيين". جاء ذلك في حين كشف مسؤولون أميركيون أن العامل الرئيسي في الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق هو التزام الحكومة العراقية توفير عدد أكبر بكثير من الجنود العراقيين للقتال، واتخاذ خطوات أخرى لمحاولة تقليص العنف المذهبي. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"أن حكومة نوري المالكي شددت مرات على رغبتها في تسلم المسؤولية الأمنية في بغداد، لكنها فشلت في إرسال غالبية التعزيزات التي طلبها الأميركيون الصيف الماضي خلال عملية واسعة لتقويض العنف في العاصمة.وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة ذاتها إن قائد القوات الأميركية الجنرال جورج كايسي الذي بدل رأيه أخيراً في خصوص زيادة عديد الجيش الأميركي في بغداد ومحافظة الأنبار المضطربة، لم يقدم بعد توصية رسمية الى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والرئيس الأميركي جورج بوش، في خصوص التحرك الأمني الجديد. وأضاف هؤلاء المسؤولون أن غيتس طلب من كايسي الدخول في محادثات نهائية مع المسؤولين العراقيين في تفاصيل دورهم الجديد. ورأت"نيويورك تايمز"أن من الضروري سياسياً أن يكون الرئيس بوش قادراً على إعلان أن أي زيادة في القوات الأميركية ستأتي في موازاة التزام مماثل من جانب العراقيين، وأن الهدف النهائي من هذه الاستراتيجية هو وضع العراقيين في المقدمة. يذكر أن المسؤول عن تدريب القوات العراقية اللفتنانت - جنرال مارتن ديمبسي قال الأسبوع الماضي إنه عزز جهوده لتدريب العراقيين ووفر رواتب أعلى، حتى يصبح نشر وحدات الجيش العراقي أسهل. وأوضح أن من المقرر إنهاء العمل على"مقرين أو ثلاث مقرات لسرايا وست كتائب خلال الشهرين المقبلين لارسالهم الى بغداد". وتضم الكتيبة العراقية نظرياً حوالي سبعمئة جندي، إلا أن العدد الحقيقي سيكون أقل بكثير من ذلك لأن كثيراً من الجنود غائبون بإجازات رسمية أو من دونها. وكان وزير الدفاع الأميركي أعلن في ختام زيارة الى بغداد استغرقت ثلاثة أيام، عن توصله الى"اتفاق استراتيجي واسع"مع القيادة العراقية. كما نشرت صحيفة"لوس أنجيليس تايمز"أول من أمس أن كايسي بدل رأيه في شأن ارسال مزيد من الجنود الأميركيين الى العراق، لاحتواء التمرد السني وضرب عنف الميليشيات الشيعية. يُشار الى أن قائد القوات الأميركية في العراق كان يعتقد بأن تركيز السياسة الأميركية في هذا البلد يجب أن يكون على تدريب قوات الأمن العراقية، وتسليم المسؤولية الأمنية الى الجيش والشرطة العراقيين، بدلاً من ارسال مزيد من القوات لئلا يزيد ذلك من اعتماد العراقيين على واشنطن"أو أن يجعلنا نبدو أكثر كقوات احتلال"، كما قال مسؤول أميركي. كما توقع الجنرال كايسي في خطة سلمها الى واشنطن في حزيران يونيو الماضي تقليص عديد القوات الأميركيين في أيلول سبتمبر الماضي، لكن الادارة الأميركية غضت النظر عن خطته بعد ارتفاع وتيرة العنف في العراق. ولفتت"نيويورك تايمز"الى أن الزيادة في القوات الأميركية ستراوح ما بين أقل من عشرة آلاف جندي وحوالي 30 ألفاً.