كشف مسؤولون في الجيش ووزارة الدفاع الأميركية بنتاغون أمس، أن الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق باتت تحقق"تقدماً كافياً"في قتال"المتمردين"وتدريب قوات الأمن العراقية، ما يسمح للبنتاغون بالتخطيط لتقليص عدد جنوده بنسب كبيرة بدءاً من مطلع العام المقبل. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مسؤولين في البنتاغون أنهم لا يرغبون في الاعلان سريعاً عن نجاحهم في مواجهة تمرد لا يزال يملك ما بين 12 و20 ألف مقاتل ممولين جيداً وقادرين على تغيير أساليبهم سريعاً لشن هجمات مميتة. لكن هناك اتفاقاً بين كبار الضباط والمسؤولين في البنتاغون على وجود تطورات إيجابية في هذا الصدد. وفيما رفض قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي التحدث عن حجم أي خفض لعدد هذه القوات، قال قادة آخرون إن من المحتمل أن ينخفض عددها الى 105 آلاف أي 13 لواء، من أصل 142 ألفاً أو17 لواء. وأفادت الصحيفة أن عدد الهجمات على قوات التحالف انخفض من 140 هجوماً يومياً، قبل الانتخابات في كانون الثاني يناير الماضي، إلى ما بين 30 و40، إلا أنه لا يزال في مستوى الهجمات قبل عام. ويسفر نصف هذه الهجمات عن وقوع إصابات أو أضرار مادية، فيما يُقتل أو يُجرح جندي أميركي يومياً. لكن هذه الهجمات باتت تتركز حالياً على استهداف المدنيين العراقيين وقوات الأمن، كما تُخطط بعناية فائقة لتستهدف جموع الناس خارج عيادات طبية ومدارس. وتبنت جماعة الاسلامي الأردني"أبو مصعب الزرقاوي"غالبية الهجمات المميتة في العراق، خصوصاً تلك التي تستهدف الجيش والشرطة. وكشفت الصحيفة أن ألفي مستشار أميركي يعملون الآن مع القوات العراقية، فيما أكد البنتاغون أن قواته دربت وجهزت 152 ألف مجند للعمل مع الجيش والشرطة. وأكد مصدر عسكري أميركي أن اعادة تجمع المسلحين وشن هجوم جديد باتا يتطلبان وقتاً أطول، بعد اعتقال وقتل عدد كبير من مساعدي"الزرقاوي"خلال الأسابيع الماضية. وأشار إلى أن العدد الأكبر من الهجمات يشنها عراقيون، لكن ما زال هناك أجانب يتسللون إلى البلاد،"خصوصاً من سورية"وينفذون معظم الهجمات الانتحارية. وأجمع ضباط أميركيون وعراقيون ومسؤولون بارزون في البنتاغون ونواب أميركيون زاروا العراق أخيراً في مقابلات مع الصحيفة على أن طرد"المتمردين"من الفلوجة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي واجراء الانتخابات في كانون الثاني الماضي، أعطيا العمليات العسكرية للقوات الأميركية والعراقية دفعاً متواصلاً وضع هدف ادارة الرئيس جورج بوش تسليم العراق الى حكومة عراقية دائمة ومنتخبة في اطار الممكن. لكن مسؤولين أميركيين يخشون أن يؤدي هجوم انتحاري ضخم ضد هدف مهم مثل الجمعية الوطنية الانتقالية الى تسديد ضربة موجعة للعملية السياسية. وأكدت الصحيفة أن إجمالي عدد المقاتلين لم يتبدل منذ الخريف الماضي حتى بعد مقتل واعتقال المئات منهم، ما يرجح أن"التمرد"ما زال قادراً على استقطاب مقاتلين جدد.