طالب خطباء الجمعة في العراق أمس المسلمين بحماية المسيحيين في البلاد من التهديدات التي يتعرضون لها، ودعا بعضهم رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي الى اختيار وزراء اكفاء يتمكنون من معالجة الفساد في وزاراتهم. وأكد الشيخ محمود العيثاوي، خطيب وإمام الحضرة القادرية في بغداد، «ضرورة ان يقوم المسلمون بحماية اخوانهم المسيحيين من التهديدات التي يتعرضون لها». ودعا «الى التلاحم والوحدة وعدم الانصياع للأطراف التي تحاول تفتيت بناء وحدة الشعب العراقي بمختلف اطيافه ومذاهبه». وقال العيثاوي ان «حالات القتل والاغتيالات بدأت تتفاقم في الاشهر الاخيرة والناس جميعاً مطالبون بأن يضعوا ايديهم في ايدي بعضهم الآخر لحماية انفسهم واموالهم واعراضهم بغض النظر عن الدين او المذهب». ويعاني المسيحيون في العراق من استهداف مباشر من تنظيم «القاعدة»، بعد حادثة سيدة النجاة التي تبناها التنظيم وأصدر بياناً اباح فيه دماء المسيحيين في العراق ومصر واعتبرهم اهدافاً. كما طالب الحكومة العراقية بإيجاد «حلول جذرية للمشكلات الاجتماعية التي بدأت تتفاقم، مثل تفشي المخدرات بين الشباب والفقر والبطالة». وناشد الشيخ مهدي الكربلائي، خطيب الصحن الحسيني وممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء، «الكتل السياسية بالتعاون في ما بينها لاختيار الوزراء الاكفاء بعد تكليف رئيس الجمهورية جلال طلباني لرئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل الحكومة»، مشدداً على «ضرورة ان يكون الاختيار على مستوى الخدمات والاعمال التي قدموها سابقاً وليس على أساس المحاباة او الارضاء السياسي». واتهم الكربلائي بعض النواب السابقين ب «الفساد وسرقة المال العام»، داعياً رئاسة المجلس النيابي الى محاسبة الذين يتغيبون في شكل مستمر عن حضور الجلسات. وقال ان «بعض النواب في المجلس السابق كانوا يتسلمون رواتب لحمايات وهمية لم تكن موجودة أسماؤهم أصلاً (...) فعلى رغم الرواتب الكبيرة التي كان يتقاضاها النائب الا انه لم يكن يحضر جلسة المجلس ويقوم بسرقة المال العام». واعتبر الكربلائي تلك الاموال «سحتاً حراماً كونها أموالاً خاصة بالشعب العراقي، لا سيما ان هناك فارقاً كبيراً في دخل الفرد بين اعضاء مجلس النواب والوزراء من جهة، ودخل الفرد البسيط من جهة أخرى، ما ولد فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب»، مطالباً بمراجعة «تلك الرواتب وتقليلها بالشكل الذي يتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤول». من جانبه، طالب الشيخ علي الحسين، خطيب وامام جامع سعاد النقيب في العامرية رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي باختيار «وزراء اكفاء للمرحلة المقبلة ليتمكنوا من معالجة الاخطاء والظواهر السلبية في وزاراتهم ومنها الفساد الاداري». وحض الحسين المسيحيين على «الصبر والتحمل وعدم الانقياد الى مخاوفهم»، كما طالب المسلمين بحماية «جيرانهم المسيحيين في المناطق التي يسكنون فيها»، مشدداً على «ضرورة التلاحم بين الاهالي لافشال مخطط تهجير المسيحيين من العراق».