أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس انه ماض في سعيه الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، مشددا على ان الحوار مع حركة "حماس" من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية "يجب ان يكون محدد التاريخ والمواضيع"، في وقت تحدثت مصادر فلسطينية عن مهلة اسبوعين. راجع ص 3 و4 ورغم صمود اتفاق التهدئة الداخلية لليوم الثاني في قطاع غزة، الا ان الوضع ما زال هشا، خصوصا بعد اعلان عباس في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما تمسكه باجراء انتخابات مبكرة، وانه طلب من داليما ارسال مراقبين اوروبيين لمراقبة الانتخابات المقبلة في حال اجرائها. وقال:"ابقينا الباب مفتوحا امام حكومة وحدة لفترة محدودة... والحوار يجب ان يكون محدد التاريخ والمواضيع". من جانبه، جدد رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل، في الدوحة امس، رفض أي دعوة لانتخابات مبكرة، اذ انها"ليست الحل، وهي مخالفة للقانون وللدستور ولا تعالج أمرنا ولا يمكن أن تتم أي خطوة من دون وفاق فلسطيني". وخلص الى أن المخرج يكمن في"إعطاء الشعب الفلسطيني فرصته لترتيب بيته الداخلي بشروط فلسطينية، والاحتكام الى الحوار، وعدم سفك الدماء، وضرورة بناء منظمة التحرير". في غضون ذلك، اجتمعت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية ليل الاربعاء - الخميس لبحث تداعيات الاقتتال الداخلي بين"فتح"و"حماس"، واتفقت على اعتبار ورقة"مبادئ عامة لإنهاء حال من الانفلات الامني واستئناف الحوار الوطني لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية"المقدمة من الجبهتين"الشعبية"و"الديموقراطية"، ارضية مناسبة لاستئناف هذا الحوار لتشكيل حكومة وحدة. وقالت مصادر ل"الحياة"ان"فتح"ستوجه رسالة الى القوى والفصائل ولجنة المتابعة تشرح فيها موقفها من الدعوة للانتخابات، وستعلن انها ستمنح الحوار الوطني الجديد فرصة اسبوعين للتوصل الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة. وفي سبيل التشديد على الوحدة الوطنية، نظمت ستة فصائل يسارية مسيرة وسط غزة رفع خلالها المشاركون الاعلام الفلسطينية وحدها، من دون ان تظهر رايات الفصائل الأخرى. وردد المتظاهرون شعارات منددة بالانفلات الامني والاقتتال الداخلي، وطالبوا بالعودة الى طاولة الحوارات وتشكيل حكومة ائتلاف وطني. وفيما انشغل الفلسطينيون بخلافاتهم الداخلية، عادت اسرائيل الى لغة التهديد بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة"ما لم يتوقف سقوط قذائف القسام على جنوب اسرائيل"فورا. ونقلت وسائل الاعلام العبرية انه في مقابل موقف رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني الداعي الى مواصلة سياسة"ضبط النفس"مع توجيه"انذار أخير"، بات وزير الدفاع عمير بيرتس يتبنى موقف كبار الضباط في قيادة الجيش الاسرائيلي الداعي الى عملية عسكرية واسعة في القطاع واعادة احتلال اجزاء منه والسيطرة على الشريط الحدودي بين مصر والقطاع واسرائيل المعروف بمحور فيلادلفي لوقف تهريب اسلحة ووسائل قتالية أخرى من مصر الى القطاع. في الوقت نفسه، توصل المراقبون الاوروبيون في معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، الى اتفاق مع اسرائيل وأطراف أخرى لمنع"حماس"من جلب أموال للقطاع عبر المعبر. وقالت الناطقة باسم المراقبين الاوروبيين ماريا تيليريا"اذا كانوا مسؤولو حماس يحملون أموالاً... فسيتم ايداعها بنكا مصريا"ولن يسمح بمرورها عبر رفح.