بدأ أمس مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى السودان أحمدو ولد عبدالله محادثات مع المسؤولين في الخرطوم لإقناعهم بنشر قوة مشتركة من المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي في دارفور، وتقديم تنازلات للمتمردين لاستكمال عملية السلام في الإقليم، بعد ساعات من دعوة مجلس الأمن الحكومة السودانية إلى القبول بنشر سريع للقوة المختلطة. وقال ولد عبدالله عقب محادثات مع وزير الدولة في الخارجية السودانية علي أحمد كرتي إن زيارته تأتي في إطار المشاورات مع السودان حول دارفور، مشيراً إلى أنه يحمل رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى الرئيس عمر البشير رفض الافصاح عن مضمونها قبل أن يسلمها في وقت لاحق. وأشار الناطق باسم الخارجية السفير علي الصادق إلى أن المبعوث الأممي أكد خلال لقائه كرتي رغبة أنان في حل قضية دارفور. وكان مجلس الأمن أعرب مساء أول من أمس في بيان عن"قلقه العميق لتفاقم الوضع الأمني الآخذ في السوء في دارفور وانعكاساته على المنطقة". وطالب الخرطوم بقبول نشر قوة مختلطة"من دون أي تأخير"، وتنفيذ حزمة الدعم الدولي للقوة الأفريقية في دارفور بمراحلها الثلاث التي تشمل آخرها نشر القوة المشتركة. وشدد على أن"تسوية نزاع دارفور سلمياً مفتاحها نهج شامل وجهود منسقة لجميع الاطراف المعنية، بما يتسق مع اتفاق السلام"، مشيراً إلى أن هذه التسوية"ستسهم في استعادة الامن والاستقرار في المنطقة". وفي سياق متصل، أعلن أنان تعيين الرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير الخارجية السويدى يان إلياسون مبعوثاً خاصاً لمعالجة قضية دارفور. وقال في مؤتمره الصحافي الأخير بصفته أمينا عاماً للأمم المتحدة، إن مهمة إلياسون الرئيسية تتمثل في"إدارة القنوات الديبلوماسية خارج السودان، لتشجيع الحكومات على مواصلة المشاركة في القضية". وأشار إلى أن إلياسون سيبدأ مهمته في السودان الشهر الجاري. وشدد أنان على أهمية التحرك لإنهاء الصراع في دارفور، مشيراً إلى أن مهمة أي قوة دولية ستتمثل في حماية المدنيين. وأعرب عن أمله في أن تتمكن الاممالمتحدة من نشر قوات في الإقليم خلال العام الجديد لفرض الأمن، محذراً من أن مزيداً من الناس سيموتون في الإقليم إذا لم يتحسن الموقف الأمني. وأضاف:"على رغم أن عوامل كثيرة تسهم في الموقف الراهن، بما فيها هجمات المتمردين، فإنه لا يجب أن يكون لدى الحكومة السودانية شك في أن المجتمع الدولي سيحملها المسؤولية الرئيسية عن سلامة مواطنيها". إلى ذلك، قال مكتب الأممالمتحدة في الخرطوم أمس إن هجمات مسلحة على منظمات إغاثية في منطقة قريضة جنوب دارفور التي تسيطر عليها"حركة تحرير السودان"بزعامة كبير مساعدى الرئيس مني أركو مناوي أدت إلى إجلاء 71 من العاملين وأعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى ضحايا الحرب في المنطقة. وأشار في بيان إلى أن نحو 20 مسلحاً هاجموا قريضة مساء الاثنين واستولوا على عشرات السيارات ومعدات الاتصال وأصابوا أعمال الاغاثة في المنطقة بما يشبه الشلل. وتساءل البيان:"كيف يمكن أن يتوقعوا منا مباشرة العمل الانساني من دون سيارات لدخول المخيمات أو هواتف للاتصال، إضافة إلى التهديد المتواصل لسلامة"موظفي الإغاثة. من جهة أخرى، رويترز أعلن"الجيش الشعبي لتحرير السودان"اعتقال ستة ضباط من وحدة قامت بأعمال شغب في مدينة جوبا عاصمة الجنوب الأسبوع الماضي. وقال الناطق باسم الجيش الجنرال كول ديم كول إن الضباط الستة و23 صف ضابط اقتيدوا للتحقيق معهم في ثكنات في بلدة ياي الجنوبية، حول مسؤوليتهم عن أعمال العنف التي شهدتها جوبا أخيراً. وكان الجنود وهم ضمن وحدات مشتركة مع الجيش السوداني يحتجون على عدم صرف رواتبهم.