في وقت طردت الخرطوم"المنظمة الدولية للهجرة"من جنوب دارفور واتهمتها بتحريض النازحين على عدم العودة إلى ديارهم، أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن المنظمة الدولية قد تنشر مراقبين على حدود التشادية - السودانية، لكنها لم تتخل عن خطة تعزيز قوات حفظ السلام في الإقليم. وقال أنان للصحافيين في كينيا إن الموقف على الحدود بين السودان وتشاد"هش للغاية ومتفجر"، وأن الأممالمتحدة قد تنشر مراقبين هناك. وأضاف:"نبحث في إمكان نشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة أو نوع من الوجود الدولي على الحدود. ونعمل مع حكومة تشاد على ضمان حماية اللاجئين هناك وتقلص الهجمات عبر الحدود... لكننا لم نتخل عن فكرة تعزيز القوات في دارفور". وجاءت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة قبل مشاركته في محادثات دولية في شأن دارفور تستضيفها اليوم العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وقال أنان:"نحن في حاجة إلى مواصلة جهودنا في مسعى لاعادة الاستقرار الى الموقف وتوصيل المساعدات إلى النازحين في الداخل، والسماح لعمال الاغاثة بالتحرك، في الوقت الذي نمضي فيه قدماً في تنفيذ العملية السياسية التي اتفق عليها في أبوجا". ويشارك في محادثات أديس أبابا اليوم مسؤولون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وآخرون من مصر والغابون والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، كما طلب الاتحاد الافريقي من ليبيا ونيجيريا ورواندا والسنغال وجنوب افريقيا الحضور. وكان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام جان ماري غهينو قال أمام مجلس الأمن أول من أمس إن السودان يصر على أن يستمر الاتحاد الافريقي في قيادة أي قوة لحفظ السلام في دارفور، ويرفض قيادة مشتركة مع المنظمة الدولية. وفي واشنطن، دعا مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية السودان إلى القبول بعرض"القوة المختلطة". وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، إن"الاقتراح يذهب إلى حد بعيد للأخذ بعين الاعتبار المخاوف المعلنة للحكومة السودانية في ما يخص قوة الأممالمتحدة". إلى ذلك، قال مركز إعلامي رسمي في الخرطوم أمس إن الحكومة طردت"المنظمة الدولية للهجرة"من ولاية جنوب دارفور، بعد اتهامها بتحريض النازحين الذين يبلغ عددهم 2.5 مليون في المخيمات على عدم العودة إلى ديارهم. وقال مسؤولون من الأممالمتحدة والمنظمة إنهم لم يبلغوا بالقرار الذي قال"مركز الإعلام السوداني"المملوك للدولة إنه صدر من السلطات المحلية في ولاية جنوب دارفور. وجاء هذا القرار في وقت طلب منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة يان ايغلاند من الخرطوم تأمين ظروف أمنية أفضل للعاملين في المنظمات الإنسانية في دارفور. وقال ايغلاند للصحافيين بعد محادثات مع الوزير السوداني المكلف الشؤون الانسانية كوستي مانيبي أمس، إن"الوضع في دارفور صعب للغاية والوضع الامني يتدهور يوماً بعد يوم. هناك عمال إنسانيون شجعان في حاجة إلى عون أكبر لإنجاز مهمتهم ومساعدة المدنيين". وأضاف:"لقد أعربنا عن قلقنا... وتلقينا رداً إيجابياً من الوزير".