سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شددت على رفضها الانتخابات المبكرة عشية خطاب عباس ... و "فتح" تتوعدها . "حماس" تهدد دحلان وتتهمه ب"العمالة والخيانة" وعشرات الاصابات في مواجهات غزة ورام الله
دشنت حركتا "حماس" و"فتح" امس مرحلة جديدة من الاحتقان الداخلي تؤشر الى احتمال دخول المجتمع الفلسطيني عصر التصفيات الجسدية، خصوصا بعد تعرض رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الى محاولة اغتيال نجا منها. وفيما نفت الرئاسة الفلسطينية اي تورط لها في محاولة الاغتيال، هددت"حماس"بضرب كل المتورطين، وطالبت برأس رجل حركة"فتح"القوي النائب محمد دحلان بعدما حملته وحرس الرئاسة المسؤولية، متهمة اياه بالخيانة، في وقت اعتبر كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ان دم دحلان في رقبة"حماس". وفي لهجة تهديد مبطنة، حملت كتلة"فتح"البرلمانية هنية شخصيا وقيادة"حماس"المسؤولية الكاملة عن اي أذى او مس بدحلان او اي من عناصر الرئاسة او ابناء الحركة. راجع ص 3 و4 وفي انتظار الخطاب المتوقع ان يلقيه اليوم الرئيس محمود عباس، خيم توتر شديد على قطاع غزة الذي شهد عرضا للقوة من جانب"حماس"، فنظمت مهرجانا حاشدا ونشرت قواتها بكثافة، فيما خيم توتر مشابه على مدينة رام الله حيث قمعت قوات الامن الموالية ل"فتح"تجمعاً ل"حماس"، ما اسفر عن جرح 34 مواطنا. وتابعت اسرائيل باهتمام الاقتتال الفلسطيني، وتساءلت ان كانت الحرب الاهلية الفلسطينية اندلعت، فيما افادت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان مجلس شورى حركة"حماس"اصدر فتوى باغتيال دحلان. ونقلت عن مصادر سياسية ان اسرائيل ستقدم الدعم لعباس وتتجاوب مع اي مطلب يقدمه مثل السماح للواء بدر بدخول المناطق الفلسطينية، وذلك في حال نجح في مواجهة"حماس"وابدى الحزم نفسه ازاء اموال"حماس"، مضيفة ان الجيش الاسرائيلي لن يتدخل في الوضع الحالي. وأفادت صحيفة"هآرتس"في صدر صفحتها الأولى أمس ان اسرائيل لم تكن حتى ساعة قبل وصول هنية الى معبر رفح، على علم بأنه في طريق عودته"لولا اتصالات اميركية واخرى من جهات في السلطة الفلسطينية". وأضافت ان الأميركيين لم ينتظروا تحركا اسرائيليا بل بادروا الى اتصال مع مصر لمنع هنية من ادخال الأموال، ما أتاح لاحقا الحل الوسط القاضي بدخوله من دون الأموال التي كان يحملها. وتصاعدت امس حملة تحريض وتبادل الاتهامات بين"فتح"و"حماس"، خصوصا ضد دحلان الذي رد بالقول ان"حماس اصغر من ان تحدد مصيري"، في رسالة مبطنة تحاول إشعار الحركة بقوته. الا ان قادة"حماس"واصلوا التحريض ضده في رسالة مضادة مفادها ان دمه اصبح مهدوراً مهما كلف الثمن. وفي مهرجان خطابي لمناسبة الذكرى ال 19 لانطلاق الحركة، اتهم رئيس كتلة"حماس"النيابية الدكتور خليل الحية دحلان بالعمالة، وتساءل متهكماً:"دحلان يقول ان حماس لا تملك تحديد مصيرة: فمن يملك اذن مصير العملاء والخونة؟". واضاف ان"حماس"لن تقبل باجراء اي استفتاء او انتخابات تشريعية مبكرة او اي انقلاب على ارادة الشعب". وقال:"لن ننجر الى حرب اخلية يخطط لها العملاء لكن ليس على حساب استهدجاف رموزنا وقادتنا". وانضم القيادي في الحركة وزير الخارجية الدكتور محمود الزهار الى الحملة، وقال لاذاعة الاقصى التابعة ل"حماس"ان"هذا العميل دحلان الذي ارتضى ان يلقي نفسه في احضان اميركا واسرائيل، كان حرامي البط والبيض، والآن يسرق أموال الشعب الفلسطيني". لكن هنية احجم عن توجيه اتهامات مباشرة لدحلان الذي يعقد كثير من انصار حركة"فتح"عليه الامل في اعادة بنائها، واكتفى بالقول ان ما حصل في معبر رفح هو محاولة اغتيال مقصودة تهدف الى التشويش على نتائج جولته الخارجية التي قال انها حققت"اختراقا حقيقيا للحصار". وتقول مصادر مطلعة ان تفاهما كان جرى عقب الانتخابات بين"حماس"ودحلان يقضي بعدم استهداف القادة، مضيفة ان رسالة"حماس"لدحلان كانت انها ستحملة شخصيا المسؤولية عن اي استهداف لاي من قادتها، علما ان دحلان هو المسؤول الاعلى الاول لحركة"فتح"في غزة، ونجح اخيرا في توحيد اجنحة الحركة في القطاع تحت قيادته. وبدا ان محاولة اغتيال هنية اخرجت"حماس"عن طورها، وان كانت الحركة احجمت حتى أول من امس عن توجيه اصبع الاتهام مباشرة الى دحلان، فان الامر اعتبارا من يوم امس بات مختلفا كلياً بعدما رأت في محاولة اغتيال هنية تجاوزا لكل الخطوط الحمر والمحرمات. كما يتضح من تصريحات قطبي الصراع،"حماس"و"فتح"، انهما لم يعودا يخشيان الوقوع في شرك الاقتتال الداخلي او فخ الحرب الاهلية، اذ ان الحركتين قطعتا شوطا طويلا في هذا الاتجاه، ولم تعد تردعهما مناشدات او تمنيات من الاطراف الاخرى او الغالبية الصامتة من الفلسطينيين التي لم تعد راضية عن تصرفات الحركتين وقادتهما. وقال مصدر فلسطيني ل"الحياة"في دمشق أمس إن قادة المنظمات الفلسطينية سيجتمعون بعد ظهر اليوم بحضور رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي لإعلان موقف موحد من دعوة الرئيس عباس إلى انتخابات مبكرة. وكان مقرراً أن يعقد الاجتماع صباح اليوم، لكن تقرر تأجيله إلى ما بعد خطاب عباس بحيث يعلن القدومي ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل موقفاً من الخطاب.