وجه رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة، نائب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية ثلاث رسائل موجهة إلى كل من إسرائيل، ومصر وسورية، وحركة «فتح» والرئيس محمود عباس. كما اقترح ما وصفه «خريطة طريق» من ثلاثة بنود لإنجاز المشروع الوطني. جاء ذلك خلال مهرجان «الوفاء والثبات في ذكرى القادة الشهداء» الذي نظمته حركة «حماس» في ساحة السرايا وسط مدينة غزة أمس، الذي شارك في عشرات الآلاف من أنصار «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، ويُعتبر بمثابة استعراض لقوتها في ظل إحكام الخناق عليها وفقدها عدد من حلفائها. ووجه هنية أولى رسائله الى عباس و»فتح»، وقال إن «حماس لا ترغب ولا تريد أن يقحمها أحد في بعض الإشكالات أو الخلافات في فتح». وطالب «بتشكيل لجنة تحقيق وطنية وليست فتحاوية فقط» في اتهامات عباس للقيادي المفصول من «فتح» النائب محمد دحلان بالمشاركة في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادي في «حماس» صلاح شحادة. أما الرسالة الثانية، فوجهها هنية الى مصر وسورية، مجدداً تأكيده عدم التدخل في شؤونهما أو أي دولة عربية أخرى، وقال: «ليس لنا أي دور أمني أو عسكري في سيناء أو أي مكان من أرض مصر العزيزة. وكل ما وُجه الى الحركة من اتهامات بالتدخل عار عن الصحة». ودعا مصر الى «التوقف عن شيطنة حماس وغزةوفلسطين وعن معاقبة أهلنا في غزة»، مطالباً بفتح معبر رفح الحدودي. وتساءل إن كانت غزة تُعاقب «لأنها قالت لا لإسرائيل، أو لأنها رفعت البندقية، أو لأنها صمدت في وجه العدوان، أو لأنها تريد تحرير القدس؟». ووجه رسالته الثالثة الى إسرائيل، وحذرها من شن أي عدوان جديد على قطاع غزة، معتبراً أن «أي حماقة يرتكبها العدو ضد غزة ستكلفه غالياً». وقال مخاطباً الاحتلال الإسرائيلي: «إن زمن تهديداتكم ولى من غير رجعة». وأضاف: «أقول لمن يهدد باحتلال غزة، المقاومة تضاعفت وتطورت أضعافاً مضاعفة، وما أخفته المقاومة أكبر مما تقدرون»، متوعداً إسرائيل بأن «دماء (زعيم حماس ومؤسسها) الشيخ أحمد ياسين لاتزال في رقابكم أيها الصهاينة». واعتبر أن «أنفاق المقاومة في غزة تشكل استراتيجية جديدة في مواجهة المحتل»، مشدداً على أن «غزة اليوم ليست مُحاصَرة، لكنها مُحاصِرة»، في إشارة إلى إسرائيل ومصر التي تغلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين في القطاع منذ نحو شهر ونصف الشهر. ورأى أن «فلسطين تتوحد بالمقاومة وتتفرق بالمساومة، ولا طريق غير المقاومة لتحقيق الانتصار على الاحتلال». ودعا كل «المتآمرين» على الحركة إلى أن «يلتقطوا الرسالة من هذا المهرجان الحاشد» الذي دعت حركة «الجهاد الإسلامي» أنصارها إلى المشاركة فيه بقوة. وقال هنية وخلفه لوحة ضخمة عليها صور 11 من قادة الحركة الشهداء، يتوسطهم الشيخ ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة: «لسنا مرعوبين ولا مأزومين. من العدم نصنع توازن الرعب، ومن الركام نزلزل تل أبيب ونصنع المستحيل». وأضاف أن الهدف من الضغط على «حماس» وغزة هو «التخلي عن الثوابت والمقاومة». كما طالب بكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة ومخيم اليرموك وفتح معبر رفح أمام المسافرين والحالات الإنسانية. وقدم هنية ما اعتبره خريطة طريق مؤلفة من ثلاثة بنود، أولها إنهاء الانقسام، وثانيها وقف المفاوضات مع إسرائيل، وثالثها العمل على «بناء إستراتيجية وطنية مشتركة والتحرك بها نضالياً وديبلوماسياً وإعلامياً وقانونياً وجماهيرياً». كما دعا الرئيس عباس إلى «وقف المفاوضات وعدم تمديدها والانسحاب من هذه المسيرة العبثية»، معتبراً أن «الخيار الوحيد لتغيير واقعنا إنهاء الانقسام وبناء وحدتنا الوطنية والنظام السياسي من طريق الانتخابات والشراكة». وقال إن «على صانعي القرار في فلسطين وخارجها أن يلتقطوا رسالة المهرجان: «نحن قوم نعشق الموت والشهادة كما يعشق الآخرون الكراسي». وأضاف مستخدماً كلمات المطرب التونسي لطفي بشناق: «خذوا كل الكراسي والمناصب، وابقوا لنا الوطن».