انتخب المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» أمس الرئيس محمود عباس رئيساً للحركة بالتزكية. ووقفت الغالبية الساحقة من أعضاء المؤتمر مصفقة لدى عرض اسم عباس لتولي قيادة الحركة. وصادق المؤتمر على اقتراح مقدم من الرئيس الفلسطيني بترك أربعة مقاعد في اللجنة المركزية شاغرة لتملأها مؤسسات الحركة بعد الانتخابات، وذلك لحل مشكلة تمثيل قطاع غزة. ونص الاقتراح أيضاً على زيادة أعضاء اللجنة من 21 الى 23 عضواً. وعارض الاقتراح 65 من أعضاء المؤتمر، لكن غالبية كبيرة لم يعلن عددها أيدته برفع الأيدي في جلسه نقلت على الهواء عبر تلفزيون فلسطين. وألقى عباس كلمة في المؤتمر عقب انتخابه قال فيها ان «حركة فتح تشهد انطلاقة جديدة»، مضيفاً: «شهدت فتح الكثير من الانطلاقات، والكثير من النكسات، وفي مرات عدة وصلت الى حافة الهاوية، لكنها كانت تنهض من جديدة وتصبح أقوى وأقوى». وأضاف ان «فتح صاحبة المشروع الوطني والرؤيا الصافية والمواقف الموضوعية»، وتابع: «نقول للعالم اننا بدأنا بهذه الرؤية (المشروع الوطني) وسنكملها لنصل الى الدولة المستقلة». عباس يشيد بثلاثة وأشاد عباس بثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية قرروا عدم الترشح للانتخابات المقبلة بسبب السن والمرض وهم هاني الحسن وصخر حبش وزكريا الآغا. وأشاد على نحو خاص باثنين من أعضاء اللجنة من الجيل المؤسس هما محمد غنيم (أبو ماهر) وسليم الزعنون (أبو الأديب). ويقول مسؤولون في «فتح» ان الرسالة التي أراد عباس إيصالها من وراء هذه الإشادة هو تشجيع أعضاء المؤتمر على إعادة انتخابهما. ... ويعاتب القدومي كما وجه عباس رسالة عتاب ومحبة الى فاروق القدومي الذي اتهمه أخيراً بالتواطؤ في عملية اغتيال الرئيس ياسر عرفات قائلاً له انه – أي القدومي- أخطأ في ذلك، وأن عليه أن يتراجع عن خطئه. وخاطبه قائلاً: «في كل الأحوال ستظل أخانا». وكرّس المؤتمر الرئيس عباس رئيساً لحركة «فتح» من دون منازع. ولم يظهر له أي منافس في المؤتمر، الأمر الذي عزز من قوته في أي مواجهة مستقبلية مع خصومه. ويتمتع الرئيس عباس بقوة كبيرة في الحركة بسبب ترؤسه السلطة الفلسطينية من جهة، ولعدم ظهور زعيم قوي في الحركة لمنافسته منذ توليه الرئاسة عقب رحيل عرفات عام 2004. ... ويحذر «حماس» وأشاد عباس على نحو خاص بأعضاء مؤتمر الحركة في قطاع غزة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمؤتمر بعد ان رفضت حركة «حماس» السماح لهم بالسفر. وحذر «حماس» من نتائج ذلك عليها قائلاً: «لن ننسى. لن ننسى. لن ننسى». وشبّه إجراء «حماس» هذا بالاعتقال الإسرائيلي، قائلا إن منع أعضاء في غزة من السفر للمشاركة في المؤتمر «شبيه بوجود 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية». وقررت رئاسة المؤتمر تمديد فترة عمله من ثلاثة أيام الى ثمانية تنتهي الثلثاء. وقال مسؤولون في رئاسة المؤتمر ان كبر عدد أعضائه (2300 عضو)، وكثرة المواضيع المثارة للنقاش والبحث، وقلة الخبرة في عقد المؤتمرات (المؤتمر السابق عقد قبل 20 عاماً)، أدت مجتمعة الى إطالة فترة المؤتمر من ثلاثة الى ثمانية أيام. وشهد المؤتمر ليل الجمعة - السبت جلسة نقاش عاصفة في شأن المسؤولية عن سقوط قطاع غزة أمام «حماس». وألقى محمد دحلان كلمة في الجلسة حمّل فيها المسؤولية لقيادة الحركة (اللجنة المركزية) لما قال انه رفضها الوجود في قطاع غزة أثناء فترة الأزمة مع «حماس». لكن كثيرين في المؤتمر حمّلوا المسؤولية لدحلان، وطلب متحدثون بمحاسبة المسؤولين عن ذلك في صناديق الاقتراع. وسيفتح باب الاقتراع للجنة المركزية والمجلس الثوري عند الثانية من بعد ظهر اليوم ليصار الى الإعلان عن نتائجها الاثنين أو الثلثاء. وبلغ عدد المتنافسين على اللجنة المركزية 104 مرشحين، والمجلس الثوري 750 مرشحاً. وحض الرئيس عباس أعضاء المؤتمر على تقليص عدد المرشحين، قائلاً ان نحو 700 مرشح للمجلس الثوري عدد كبير جداً.