فيما كشفت الحكومة المصرية، الليلة قبل الماضية، أن أمر إعلان جماعة الإخوان «جماعة إرهابية» بيد القضاء فقط، تأزمت الأوضاع بجامعتي الأزهر والقاهرة، أمس، عقب استمرار أعمال العنف والتخريب من قبل طلاب منتمين للجماعة. وبدت مشاهد طلبة وطالبات ملثمين، التقطتها عدسات الكاميرات، لتثير تساؤلات في الشارع والأوساط الجامعية، في وقت خرجت فيه صحف الصباح المصرية، أمس بعناوين تلخص الأوضاع، أعنفها كان بصحيفة «الوطن» التي عنونت «الجامعات تحترق.. والحكومة تكتفي بالإطفاء»، وأضافت: «ميليشيات الإخوان الملثمين تحتل القاهرة والأزهر.. وبنات الجماعة يستخدمن البلطجية» فيما عنونت «الشروق» المستقلة «الجماعة تواصل مخطط تخريب الجامعات» مشيرة إلى أن «طلاب الجماعة بالأزهر والقاهرة يحطمون 30 سيارة ويقطعون الطريق ويعطلون الدراسة». تصاعد العنف وتصاعدت مشاهد العنف، حتى عصر أمس، في الشوارع المحيطة، بشكل ملحوظ رغم محاولة الأمن ضبط الأمور، بالتدخل لفض التظاهرات بخراطيم المياه وقنابل الغاز، وخاصة في شارعي النصر ومصطفى النحاس، ليثور جدل جديد، عقب تقدم رئيس جامعة الأزهر، د. أسامة العبد بطلب رسمي للأمن، لحماية المنشآت وضبط عناصر الشغب، التي انتقلت من داخل المدينة الجامعية وبعض الكليات للشارع، مع اعتماد المتظاهرين سياسة حرق الأشجار وتكسير المقاعد الدراسية والاعتداء على الأساتذة. أما في جامعة القاهرة، فقد قرر رئيس الجامعة د. جابر جاد نصار إرجاء النظر فيما أعلنته إدارة كلية الهندسة، وعميدها ووكلاؤها استقالاتهم من مناصبهم، وتكليفهم بتسيير الأعمال في الكلية وفقًا لاختصاصاتهم التي حددها القانون وذلك حرصًا على العملية التعليمية والطلاب والعاملين وسلامة الكلية. وفي بيان رسمي، أصدرته الجامعة، تقرر انتهاء محاضرات الفصل الدراسي الأول بالكلية أمس، على أن تجرى الامتحانات في مواعيدها المحددة في 28 من الشهر الجاري وأن يقتصر امتحان الطلاب على القدر الذي تم تدريسه منذ بداية الدراسة ولكافة السنوات والبرامج بالكلية بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا. من جهتها، وعقب يوم، عاصف من التظاهرات الجامعية، في ثلاث محافظات مصرية، أعلنت وزارة الصحة إصابة 36 في القاهرة والجيزة والفيوم، مؤكدة عدم وقوع أي حالات وفاة. تأجيل وتنحٍ وبينما قررت محكمة جنوبالقاهرة، الأربعاء، المنعقدة بمعهد أمناء شرطة بطرة، تأجيل محاكمة محمد بديع المرشد العام للجماعة المحظورة، وخيرت الشاطر وآخرين، وذلك في اتهامهم بأحداث العنف أمام مكتب الإرشاد، إلى جلسة 11 فبراير، مع استمرار حبس المتهمين. تنحت هيئة محكمة جنايات القاهرة، للمرة الثانية، عن نظر قضية أحداث مكتب الإرشاد المتهم فيها قيادات جماعة الإخوان لاستشعار الحرج. وذلك لعدم استجابة المتهمين لتعليمات المحكمة بالهدوء. اعتقال «تكفيري» على صعيد آخر، كشف الجيش المصري، عن اعتقال أحد عناصر جماعة أنصار بيت المقدس، خلال حملة أمنية شنتها الثلاثاء في سيناء. وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة، في بيان نشر على صفحته على فيس بوك، أن «عناصر خاصة» من الجيش الثاني الميداني ألقت القبض على «عبد الرحمن سلامة سالم أبو عيطة، وشهرته رحمي أحد أخطر العناصر التكفيرية بشمال سيناء وينتمي إلى جماعة أنصار بيت المقدس». وأضاف إن عملية القبض عليه جاءت «بعد محاولته الاعتداء على القوات المطاردة له بتفجير قنبلة يدوية كانت بحوزته». يذكر أن جماعة «أنصار بيت المقدس» هي جماعة متشددة في شمال سيناء، كانت أعلنت مسؤوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية، وتفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية، وتفجير مبنى مديرية أمن جنوبسيناء، وعمليات أخرى تستهدف قوات الأمن في شمال سيناء.