منذ انتهاء "عاصفتي" الكاتب شكري أنيس فاخوري، لم يحظ محبو النجمة اللبنانيّة رولا حمادة بفرصة رؤيتها على الشاشة سوى في الكوميديا اللبنانيّة"فاميليا"، وخلال فترات متباعدة، بعد توقف تنفيذ الجزء الثاني منه مع إقفال قناة"أم تي في"اللبنانيّة، وقرار الشركة المنتجة العودة لاستكماله بعد الاتفاق مع"أل بي سي"على عرضه. وها هي اليوم تعود لتجتمع بعائلة"فاميليا"للكاتبة منى طايع للمرّة الثالثة، بعد تناوب ثلاثة مخرجين على الأجزاء الثلاثة ليليان البستاني، رندلى قديح وميلاد أبي رعد. غير أن الفترة المقبلة، ستشهد عودة واعدة لها بجملة أعمال دراميّة أوّلها"الملاك الثائر"للكاتب نهاد سيريس والمخرج محمد فردوس الأتاسي والمنتج نادر الأتاسي، ثانيها"الدكتورة هلا"للكاتبة كلوديا مرشيليان وإنتاج شركة رؤى للإنتاج، وثالثهما"العائدة"للكاتب شكري أنيس فاخوري، إضافة إلى أعمال يؤجل تنفيذها إلى وقت لاحق إما بسبب عدم وجود منتج لها مسلسل"بين بيروت ودبي"للكاتب جبران ضاهر صاحب مسلسل"رجل من الماضي" أو بسبب تراتبيّة إنتاجيّة تتبعها شركة رؤى للإنتاج "أشرقت الشمس"للكاتبة منى طايع. دراما النجم وتؤكد حمادة"للحياة"أن الجزء الثالث من"فاميليا"سيكون الأفضل ليس لجهة القصة فحسب التي ستتشعب وتتوسع دائرة أحداثها، بل لجهة العمليّة الإخراجيّة. وتشير الى أن"قصّة منى طايع، ستدخل زوجة رمزي خياط جورج شلهوب في حياته مجدداً وحياة نبيلة شقير بالتالي حمادة، التي ستفسد أموراً كثيرة وتكون أحد أسباب عرقلة زواجهما". فهل تعتبر حمادة ان دخول ممثلة محترفة في سن مقاربة لسنّها بمثابة تحد لها؟ وتجيب بأن هذا الأمر"هو لمصلحة العمل، وسيجعل من الجزء الجديد أهم وأحلى". فهل يعني ترحيبها ببطلة ندية، أنها تعارض دراما النجم الواحد؟ تقول:"لست ضد، لكنني أؤمن بأن البطل هو الشخصيّة وليس الممثل، لأن الجمهور ينسى الممثل بين عمل وآخر وتبقى الشخصيّات، فنهلة راشد دورها في"نساء في العاصفة" لا تزال نهلة راشد في ذهن الناس، أما رولا حمادة فتنقلت بين"فاميليا"و"الملاك الثائر"وعادت إلى"فاميليا"، وغداً ستكون في عمل آخر"، معتبرة أن"المهم أن تكون تصاعديّة الشخصيّة صحيحة وأن تحاكي إحساس المشاهد". وتعتبر حمادة أن ليس هناك اسم يبيع في لبنان،"فعندما نقول يبيع نعني الدول العربيّة، ونحن لسنا معروفين على مستوى الدول العربيّة، إلاّ أنني أعتقد بأن وجهي ومظهري الخارجي اليوم يساعدانني، وإذا كنت أملك القدرات التمثيليّة فسأستمر"، مشيرة الى أن سيّدة الشاشة العربيّة فاتن حمامة، استمرت حتى الأمس القريب في تجسيد مختلف الشخصيّات. وتشرح حمادة أنها تعوّل في اختيارها لشخصيّاتها على مدى محوريتها، ولا تهتم بمساحة أدوارها، مشيرة إلى أنني"رحّبت بدور مدته ثلاث دقائق في فيلم"الحرديني"، أثناء نجاح مسلسل"العاصفة تهب مرتين"عبر شاشة تلفزيون لبنان. وفي المقابل رفضت أعمالاً مساحتها"من الجلدة للجلدة"لأنها لا تعني لي شيئاً ولأنها ليست فاعلة أو ليست لها نكهة". وتضيف:"تغيّرت معايير البطولة في لبنان والعالم العربي، فبالأمس كانت الممثلة حين تتخطى سن العشرين، لا تعود صالحة للقيام بأدوار البطولة الأولى، أما اليوم فباتت الأم هي الأساس، وربّما يبقى الحال كذلك إذا أسعفنا الحظ". انتشار وبعد غياب سنوات وقبل اكتمال نصوص الحلقات الجديدة من"فاميليا"، ترددت حمادة طويلاً قبل الموافقة على تجسيد شخصيّة باربرا في مسلسل"الملاك الثائر"الذي يروي حياة جبران خليل جبران منذ طفولته ويتناول مرحلة نضوجه الفكري وتأملاته وجلسات وحدته ولقاءاته مع حلا الضاهر. تقول:"بصراحة وافقت على الدور"كرمال"نادر الأتاسي، وليس لأي شيء آخر. لا أدري حتى الآن كيف ستبدو الشخصيّة في سياق العمل، مع أنني مثّلتها من كل قلبي. وافقت لأن نادر الأتاسي إنسان محترم ومحترف، لكن يؤسفني أنني لم أتمكن من قراءة"السكريبت"كاملاً، لأنهم في سورية يسلّمون كل ممثل دوره فقط". وتضيف أن"مشاهدي تتوزع على عشرين حلقة، لأن المسلسل يروي حياة جبران من خلال اجتماع أربع شخصيّات هي باربرا سكرتيرته في السنوات السبع الأخيرة من حياته، ماريا شقيقته جسدت الدور هناء نصّور، ماري هاسكل مهى المصري وميخائيل نعيمة ماهر صليبي على طاولة مستديرة، وهم الذين يربطون بين الأحداث". فهل سيؤمن لها هذا العمل الانتشار في مصر والعالم العربي؟ تقول:"هدفي العمل بذاته، العمل الذي يليق بنظرة الجمهور الذي يحبني". وتضيف:"جمهوري هو الجمهور اللبناني، ولا أريد أن أوافق على عمل من دون الالتفات إلى مستواه، لمجرد العمل والانتشار. يهمني المحافظة على ثقة جمهوري، وألا أزعزعها مطلقاً". وفي سياق الحديث عن الأعمال الجديدة الموعودة ومنها"الدكتورة هلا"و"العائدة"، تعلّق حمادة:""يا برك الله، كل هذه الأعمال أنا من سيقوم ببطولتها؟"، كما وأنها تتخوّف من عراقيل تمنع التنفيذ، وتردف:"المنتج مروان حداد هو الذي يحدد موعد تصوير"الدكتورة هلا"، الذي كان من المفترض تنفيذه السنة الماضية لكن الظروف أجّلته. لم أقرأ النص، لكن الإطار العام لقصّة كلوديا مرشيليان جيّد. أما"العائدة"فهذا"سكريبت"من ثلاثين حلقة للكاتب شكري أنيس فاخوري، الذي أعتبر شهادتي به مجروحة. أحب نصّه، تماماً كما أحب نص منى طايع، ولكل منهما بالمناسبة وجهة نظر مغايرة، لكنهما يلامسان الإنسان في داخلي". وعما إذا كانت قضايا المرأة تغريها تقول:"كأي ممثلة أحلم بسينما ودراما خاصة للمرأة"، لافتة إلى ما قالته الممثلة الأميركيّة نيكول كيدمان عند تسلّمها جائزة الأوسكار بأن"ما من أدوار كفاية للمرأة في السينما. وحين سمعت"مجلة غلامور"، المتخصصة بشؤون المرأة كلامها، أجرت مسابقة لقصص حقيقيّة كتبتها نساء يتحدثن عن لحظة غيّرت حياتهن، وسلّمتها لمخرجات تختار كل منهن قصّة ترغب بإخراجها". وإذا كانت أعمال حمادة في التلفزيون قليلة، فإن أعمالها السينمائيّة غائبة منذ أفلامها مع المخرج سمير الغصيني ومنها"الصفقة"و"الغجريّة والأبطال". تقول:"ليس عندي أي مشروع سينما، لأنني لا أملك شبكة علاقات عامة، ومن ينفّذ الأفلام اللبنانيّة، مخرجون لهم علاقاتهم وناسهم يخضعون بعض الممثلين للكاستينغ والاختيار على هذا الأساس". فهل ترى حمادة أنها تخطت مرحلة الكاستينغ؟ وتجيب:"أبداً، ليس لديّ مانع بأن أخضع لكاستينغ أمام مخرج لا يعيش في لبنان ولم يسبق له أن رأى أعمالي".