ظهرت الممثلة اللبنانية الشابة نتالي سلامة قبل نحو سنتين في مسلسل «مجنون ليلى» الذي عرضه تلفزيون «المستقبل» قبل أن تختفي لتطلّ في مسلسل «اسمها لا» الذي عُرِض أخيراً على شاشتي «تلفزيون لبنان» و «الجديد». سبب هذا الغياب يعود أولاً إلى رغبتها في تأمين عملٍ ثابت يقيها الوقوع في فخ قبول أي دورٍ يُعرَض عليها. هل نستنتج أنّ الممثل في لبنان ليس أمامه إلاّ حلين: قبول أي دور أو تأمين عمل آخر؟ «بل هناك حلٌّ ثالث» تقول نتالي، «هو البقاء في المنزل من دون عمل!». ابتعاد نتالي من مجال التمثيل تعتبره سيفاً ذا حدّين، فصحيحٌ أنّه ساعدها على الاستقرار في عملٍ آخر لكنّه أبعدها من عيون المخرجين والمنتجين والكتّاب. «في الحب يُقال: بعيد من العين بعيد من القلب، أمّا في التمثيل فأقول: بعيد من العين بعيد من الشاشة أو حتّى من المسرح»! تعترف سلامة بأنّ الممثل الحقيقي لا يستطيع أن يكون سعيداً بعيداً من التمثيل، فهي رغم كونها سعيدة في مهنة تعليم المسرح، تشعر بالحاجة إلى إرواء عطشها في المجال الذي تخصّصت فيه. «لو لم يكن التمثيل يعني لي كثيراً لكنت اكتفيتُ بشهادة اللغة العربية وآدابها ولَمَا كنت صرفت أربعة أعوام أخرى للتخصّص في المسرح» تقول. انتهت سلامة أخيراً من تصوير مشاهدها في الجزء الثاني من مسلسل «الغالبون»، الذي تصف تجربتها فيه بالمميّزة. «من المريح المشاركة في عملٍ يكون الإنتاج فيه ضخماً والمخرج حساساً ومتفهماً وفريق العمل محترفاً» تقول نتالي، مشيرة إلى أنّ المخرج السوري رضوان شاهين يعمل على استخراج أجمل ما عند الممثل، من أصغر التفاصيل إلى أكبرها، و«الأهم أنّه ينتظر الممثل كي يصبح حاضراً لبدء التصوير، على عكس ما يحدث في الإنتاجات الضئيلة، حيث يُعتبر الوقت المخصص كي يدخل الممثل في دوره وقتاً ضائعاً»! في مسلسل «اسمها لا»، لعبت سلامة دور «سمر» الذي سبق أن بدأت به في 59 حلقة الممثلة كريستين شويري. لا تنفي أنّها تخوّفت قليلاً من هذه الفكرة، لكنّ الكاتب شكري أنيس فاخوري الذي رأى فيها الشخص المناسب للعب هذا الدور، أطلعها على كل تفاصيل الشخصية ووضع فيها ثقته، فسقطت مخاوفها وتحوّلت إلى تحدٍّ تمكّنت شيئاً فشيئاً من التغلّب عليه. وماذا عن مشهد القبلة؟ هل كان أيضاً ضمن التحدّي؟ تبتسم قبل أن تقول: « الكاتب شكري فاخوري معروف بأنّه لا يحاول حشو مسلسلاته بمشاهد لا ضرورة درامية لها، أو إضافة تفاصيل لا تخدم القصة، وفي المقابل هو لا يمتنع عن كتابة حوار أو إضافة حركة تأتي طبيعية في سياق القصة، لذلك فإن كتب مشهداً فيه قبلة فالأكيد أنّه لا ينوي جذب جمهور أكبر من خلالها، بخاصّة أنّها بسيطة وطبيعية بين خطيبين مغرمين بعضهما ببعض». هل نفهم إذاً أنّ لا مشكلة عندها في أداء مشاهد ساخنة؟ تتفاجأ بالسؤال فتجيب ضاحكةً بسؤال آخر: « لماذا هذا الاستنتاج الخطير؟»، وتوضح أنّها لا تقبل أنّ تؤدّي أي مشهد لا معنى له أو لا لزوم له أو لا تأثير له على مجرى القصة، بغضّ النظر إن كان «ساخناً أو بارداً»، وتختم قائلةً: «أفضّل أن يكون أدائي هو الساخن بحرارة الإحساس بدلاً من أن يكون الدور ساخناً». في الفترة التي أمضتها سلامة بعيداً من التمثيل، هل تمنّت لو أنّها لعبت دوراً ما في الأعمال الدرامية اللبنانية التي شاهدتها؟ «لا أخفي عنك أنّ أدواراً كثيرة رأيت نفسي فيها، وأعمالاً كثيرة أخرى شاهدتها، وأنا أقول: الحمد لله أنه نجّاني منها»! ورداً على السؤال حول نظرتها إلى الدراما تقول: «أعتبر أن الثلاثي «كلوديا مرشليان-مروى غروب-فيليب أسمر» يحقق نجاحاً واضحاً في الدراما اللبنانية، ولا شك في أنّ توقيع المخرج سمير حبشي على أي عملٍ لبناني كفيل بإنجاحه، وهذا أمرٌ مُثبَت، تماماً كما الحال حين يوقّع الكاتب شكري أنيس فاخوري اسمه على سيناريو مسلسلٍ ما».