يبدأ الحجاج اليوم مغادرة منى بعد رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق الذي يُعرف ب"يوم التعجل"ومن ثم يتوجهون إلى مكةالمكرمة لطواف الوداع استعداداً للعودة إلى أوطانهم، فيما يبقى في المشاعر المقدسة إلى يوم غد حجاج من جنسيات مختلفة يقدر عددهم بمئات الألوف طلباً لإكمال أيام فريضة الحج، إذ لا يبقى أحد بعد ظهر غد سوى قوافل عمال الحكومة السعودية، يرتبون أوراقهم لمواجهة موسم الحج الجديد بعد 12 شهراً. ويحذر علماء المسلمين الحجاج من نتائج التدافع في سبيل"تعجلهم"، ما قد يُلحق بهم آثاماً جراء تعرض إخوتهم من ضيوف الرحمن لحوادث الموت والاختناق. ورفعت السلطات الأمنية من درجة جاهزيتها عند مداخل ومخارج جسر الجمرات كتحوط باكر، تفادياً لمنع بوادر وقوع تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم في هذا اليوم، نظراً إلى رغبة الكثير من الحجاج في إتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس ما ينعكس على تدفقهم على الجسر. وتطوق قوات الطوارئ الخاصة جسر الجمرات لمنع التزاحم والتدافع بين الحجاج، كما ينتشر أفراد الشرطة والمرور من جهاز الأمن العام على طول الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة، التي سيتجه إليها الحجاج لأداء طواف الوداع منهين بذلك فريضتهم. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز:"إن حج هذا العام يمر بيسر وسهولة والجو طيب وصحة الحجاج جيدة". وأضاف:"نجحت الحكومة السعودية إلى حد كبير في السيطرة على مشكلة الازدحام عن طريق التنظيم". واعتبر أن مشكلة الازدحام"موجودة في جميع دول العالم ولا أحد يستطيع السيطرة عليها تماماً". وتابع رجال الأمن مسيرة الحجاج أثناء أدائهم مناسك الحج وقدموا لهم الإرشادات والخدمات بما يحقق للجميع التحرك بكل يسر وسهولة. وافادت تقارير ان الحالة الصحية للحجاج،"مطمئنة"ولم تظهر حتى الآن حالة وبائية أو محجرية بينهم. وتفقد وزير الصحة الدكتور حمد المانع أمس المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة في منى، وشملت مستشفيات منى العام ومنى الشارع الجديد والجسر ومنى الوادي. واكد المسؤولون في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ولجنة الإشراف على تشغيل خطة رمي الجمرات في منى، جاهزية جسر الجمرات لاستقبال مئات الآلاف من الحجاج المتوقع قدومهم اليوم. وأوضحوا أن جميع الضوابط والإجراءات اتخذت باكراً لتنفيذ التنظيم الجديد لتفويج الحجاج في"يوم التعجل"لضمان سلامتهم في عملية الرمي، كما تم وضع خطة طوارئ تحسباً لأي عقبة قد تواجه الحجاج. واوضح وزير الحج السعودي الدكتور فؤاد الفارسي أن"تفويج الحجاج على جسر الجمرات في منى يعتمد على تفعيل دور التوعية من مؤسسات الطوافة وبعثات الحج". وقال"إن التنظيم يعتمد بشكل رئيسي على هذه المؤسسات، عبر إعطاء الحجاج توجيهات توعية وإقناعهم بعدم تحركهم أوقات الرجم إذا كانت على الجسر حركة ازدحام حتى لا يحدث التدافع، تفادياً لوقوع صدامات". واضاف"هناك تنسيق بين الوزارة وبعثات الحج ومؤسسات الطوافة لإرشاد وترتيب موعد رجم كل مؤسسة دفعة بدفعة، وذلك لضمان انسيابية عملية الرجم وتفادياً لحدوث الاصطدامات". وتعزيزاً لخطة رمي الجمرات والاستعداد الباكر للحوادث، أكد وزير الصحة السعودي حمد المانع، أن وزارته اتخذت إجراءات وقائية عاجلة عدة في منطقة الجمرات، أبرزها تجهيز خمسة مراكز صحية في كل منطقة، كما وضعت سيارات إسعاف تحت الجسر وست فرق راجلة فوق الجسر، إضافة إلى سيارتين لنقل الموتى في الجهتين الشرقية والغربية. كما استعد الدفاع المدني بحوالى 1200 فرد من قواته توزعوا على 14 نقطة، وهم أفراد تخصصوا في عمليات الإنقاذ والتدخل السريع والمساعدة في عمليات الرمي، كما يتوافر في الجسر ما يزيد على 80 مسعفاً. وكان الحجاج قضوا ليلتهم الأولى من ليالي التشريق وأدوا رمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم العقبة، وتمت في انسيابية تامة ولم تسجل غرفة المراقبة والتحكم الرئيسة التابعة للأمن العام في منى أي حوادث فوق الجسر. كما تميزت الحالة الأمنية بالهدوء الكامل والطمأنينة. وأوضح المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري"أن الخطط المعدة على جسر الجمرات تنفذ بفاعلية ودقة وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة"، مؤكداً أنه لم تسجل حتى عصر أمس أي حالة طارئة عدا بعض حالات الازدحام البسيطة نتيجة التدافع ولم ينتج منها إخلال بالخطة أو ضرر بالحجاج. وبين أن أفراد الدفاع المدني تعاملوا مع بعض حالات الافتراش حول الجمرات وفق ما يتطلبه الموقف بما لا يؤثر في سير الحجيج. وعن الموقف التمويني توقعت وزارة التجارة السعودية أن يصل عدد الوجبات الغذائية للحجاج في موسم هذا العام إلى مليوني وجبة منتجة من الشركات والمؤسسات المتخصصة في التغذية. وأكدت أن الموقف التمويني لموسم حج هذا العام سيلبي حاجة الحجاج، إذ يتوافر حالياً في منى نحو 50 مخبزاً آلياً توفر نحو خمسة ملايين قطعة خبز يومياً، كما تتوافر 100 شاحنة سعة 40 قدماً محملة بمختلف المواد الغذائية ومتطلبات الحجاج، وكذلك 14 محلاً تجارياً في الجانب الجنوبي لجسر الجمرات تسندها وتدعمها أكثر من 1500 وحدة متنقلة تجوب عرفة ومزدلفة ومنى لتقديم الوجبات الخفيفة. ويبلغ عدد المحال التجارية في المشاعر نحو 600 محل تجاري تتوافر فيها المواد الغذائية والتموينية كافة، من بينها 70 محلاً مخصصة لإنتاج المواد الغذائية والمطهية في المواقع المخصصة داخل المشاعر المقدسة وخارجها وتقديمها الى حوالى مليوني حاج.