عبور الدور الأول هو الأمل الأكبر لكابتن زيمبابوي المخضرم بيتر ندلوفو، في نهائيات الأمم الأفريقية لكرة القدم في مصر، التي تقام من 20 كانون الثاني يناير الجاري إلى 10 شباط فبراير المقبل، وهي مهمة تبدو بالغة الصعوبة، بعد أن أوقعت القرعة منتخب زيمبابوي في أقوى المجموعات، مع ثلاثة منتخبات مرشحة لإحراز الكأس، هي السنغال ونيجيريا وغانا. بيتر ندلوفو الذي أكمل 23 عاماً، هو أحد أكبر اللاعبين في كل المنتخبات في النهائيات، وهو يلعب الأمم الأفريقية للمرة الأخيرة في مشواره الطويل، وسط ضغوط إعلامية ضخمة لإقصائه عن التشكيلة، بدعوى تقدمه في العمر ونقص لياقته وجهده وأهدافه. بيتر ندلوفو محترف في صن داونز الجنوب أفريقي، وهوخاض تجربة الاحتراف في انكلترا لأكثر من 5 سنوات، وكان العمود الفقري لمنتخب بلاده في فوزه على مصر في تصفيات كأس العالم عام 1993، ولا يزال محتفظاً بمكانه في المنتخب، والطريف أنه كان زميلاً في الملاعب لفترة غير قصيرة، للمدير الفني الحالي لبلاده تشارلز ملاوري. وعلى العكس، يمثل الشاب الصغير الصاعد تيناشي نينغوماشا لاعب الوسط المحترف في كايزر شيفز الجنوب أفريقي، وأحسن لاعب في الدوري، أملاً كبيراً لبلاده بسبب عنصري السرعة والفاعلية. ويدخل الصاعدان كاتيلفو مفيلا والريوفان هيردين من جنوب أفريقيا النهائيات، على أمل لفت الأنظار والالتحاق بأندية أكبر في أوروبا. مفيلا 12 عاماً محترف في ستراسبورغ الفرنسي من دون أن يكون أساسياً، وهو لفت الأنظار في مباراته ضد سيشيل بإحرازه هدفين في الاختبار الدولي الأول له، وهيردين يلعب في كوبنهاغن أف سي الدنماركي، ويحتل مكاناً أساسياً في وسط الملعب، وقاده لصدارة المسابقة قبل بروندبي... وهو أول لاعب ينضم إلى منتخب بلاده قبل أن يلعب مع ناديه. اديبايور برصيد 10 أهداف تصدر العملاق التوغولي ايمانويل اديبايور، 190 سنتيمتراً قائمة الهدافين في تصفيات كأس العالم 2006 في قارة افريقيا، وهو قاد بلاده إلى نهائيات"المونديال"للمرة الأولى في التاريخ، محققاً كبرى مفاجآت التصفيات، ومتخطياً السنغال المتأهلة لربع نهائي"مونديال"2002. اديبايور احترف في فرنسا قبل أن يكمل 15 عاماً، وظل في ميتز من دون أن يوقع عقداً رسمياً لصغر سنه، وانتقل إلى موناكو حيث تألق وبات هداف الفريق قبل محمد كالون وخافيير سافيولا وفرناندومورينتيس، ولديه الآن عدد من العروض المغرية من إنكلترا وألمانيا. ولكن اديبايور الملتزم دائماً مع منتخب بلاده، يواجه مشكلة عملاقة حالياً مع ناديه، بعد تخلفه عن الانتظام في المران مع موناكو، ويعزز هذا الهروب اتجاه اديبايور إلى الاحتراف في انكلترا بعد البطولة الأفريقية. ويكمل المهاجم فارع الطول ال 22 عامًا، في26 شباط فبراير المقبل. وينتظر المهاجم التونسي الصغير أيمن اللطيفي الفرصة الحقيقية من مدربه الفرنسي روجيه لومير، ليلعب أساسياً في البطولة الكبيرة ويؤكد معدنه النفيس، ويلحق بزملائه المحترفين في أوروبا، وفي موسمه الأول كلاعب أساسي مع الترجي، تمكن اللطيفي من تصدر قائمة هدافي الدوري في مرحلة الذهاب، وأعاد فريق الدم والذهب إلى الصدارة، وحقق له فوزاً ولا أغلى على الصفاقسي، ولكن فرصته تبدو بالغة الصعوبة على حساب أربعة من أحسن مهاجمي قارة أفريقيا، وهم البرازيلي الأصل دوس سانتوس المحترف في تولوز الفرنسي، وهداف الأمم الأفريقية الماضية لنسور قرطاج أبطال الكأس، والمخضرم زياد الجزيري الذي يعيش أحسن أيامه مع ترويس الفرنسي، والمتألقان هيكل قمامدية الذي كشف موهبته مع الصفاقسي ثم احترف وبات أساسياً في ستراسبورغ، ولؤلؤة منتخب تونس الأولمبي في دورة اثينا 2004 المحترف حالياً في لنس الفرنسي عصام جمعة. وعلى العكس، يودّع الحارس العجوز علي بومنجيل 63 عاماً نهائيات الأمم الأفريقية تماماً، عندما يحاول انتزاع المكان الأساسي من زميليه حمدي القصراوي وخالد فاضل، وكان بومنجيل أساسياً باستمرار في النهائيات السابقة أمام أنصاره، وحفظ لبلاده المناعة وأحرز معها اللقب. نايبت والقادوري استقالة بادو الزاكي من تدريب منتخب المغرب، وعودة محمد فاخر للمنصب المهم بعد إقالة الفرنسي فيليب تروسييه، عنصران مهمان فتحا الطريق للمدافع المخضرم صاحب مئة مباراة دولية نور الدين نايبت، لقيادة أسود الأطلسي في نهائيات افريقيا في مصر، وكان الخلاف الحاد بين نايبت والزاكي - وهما لعبا معاً في منتخب المغرب في بداية التسعينات - حال دون استمرار الأول، وغاب المدافع الصلد عن المباراة المهمة الفاصلة ضد تونس في ختام تصفيات كأس العالم 2006، وأثر غيابه في مناعة الدفاع الأخضر، بل وأحرز بديله طلال القرقوري هدفاً في مرماه. نور الدين نايبت 33 عاماً محترف في توتنهام الإنكليزي، وخاض الأمم الأفريقية 4 مرات، وشارك في كأس العالم 1998 بامتياز، وهو من أفضل المدافعين في العالم في قراءة ألعاب وعقول المهاجمين. وينتظر المغاربة في الأمم الأفريقية مدافعاً جديداً يكون خليفة لنايبت في الخط الخلفي، هو بدر الدين القادوري، الظهير الأيسر لدينامو كييف بطل الدوري الأوكراني، والقادوري 42 عاماً هو الأسرع على الإطلاق في فريقه، ولديه مؤهلات هجومية مميزة، وهو ما دفع نادي بايرن ميونيخ للتقدم بعرض مغر لشرائه في مقابل 10 ملايين يورو. وقائمة المغرب المبدئية للأمم الأفريقية 2006، تضم عدداً من الصاعدين الباحثين عن الفرصة الحقيقية للاحتراف في أوروبا، وعلى رأسهم الهداف محمد ارمومن الذي تصدر قائمة هدافي الدوري في بلاده لعام 2005، لكنه لم يجد مكاناً أفضل من نادي الكويت للخروج من المغرب، وينتظر حفيظ عبد الصادق لاعب وسط الجيش الملكي بطل المغرب وكأس الاتحاد الأفريقي، فرصة حقيقية أيضاً لإثبات وجوده والاتجاه شمالاً إلى أوروبا.