في وقت أكدت بعثة الاممالمتحدة في السودان أن الاوضاع الأمنية في دارفور لا تزال متدهورة بسبب استمرار المواجهات المسلحة بين الحكومة والمتمردين والهجمات التي تشنها الميليشيات على المدنيين وأعمال النهب وقطع الطرق والاعتداءات على العمال الانسانيين وقوافل الاغاثة، أكدت اريتريا أنها تلقت"رداً إيجابياً"من المتمردين على عرض الوساطة بين الخرطوم ومتمردي"جبهة الخلاص الوطني"المتمردة في الإقليم. وقالت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان راضية عاشوري أمس إن"الأوضاع الأمنية في دارفور لا تزال متدهورة، ولها انعكاسات سلبية على الوضع الإنساني، لأن غياب الأمن يجعل الوصول إلى المواطنين صعباً ومستحيلاً أحياناً". وأضافت أن المنظمة الدولية تجري اتصالات رافضي اتفاق أبوجا للسلام، مشيرة إلى أن"أي مبادرة لتوسيع المشاركة في الاتفاق يجب أن تكون مفتوحة للجميع على حد سواء، ولا يُقصى طرف منها". غير أنها عادت وأكدت أن"الأممالمتحدة لن تطرح مبادرة في هذا الشأن، لكنها ستدعم أي مبادرة تفتح الباب لمشاركة مختلف الأطراف من دون اقصاء، على ان يكون المجتمع الدولي ممثلاً فيها". وشددت على"أهمية الحوار"مع الخرطوم لتجاوز أزمة نشر قوات دولية في دارفور. وقالت إن"الاممالمتحدة كانت دائماً تدعو إلى الحوار لتجاوز الوضع القائم، نظراً إلى إصرار الحكومة على رفض نشر قوات دولية". وأوضحت أن"الأولوية بالنسبة إلينا في الوقت الراهن هي التركيز على دعم الاتحاد الافريقي وتقوية وجوده في دارفور، مع مواصلة الحوار مع حكومة السودان في شأن القوات الدولية". ونفت علمها بتفاصيل"المبادرة الموحدة"التي أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أنه يبحث وشركاء دوليين فيها. وقالت إن"الأممالمتحدة تتحاور مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اطار دعم الاتحاد الافريقى وتقويته، ولا علم لي بالتشاور حول صيغة أخرى في الوقت الراهن". وجددت التزام المنظمة الدولية بأداء مهماتها في السودان. وأكدت أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان يان برونك، الذي طردته الخرطوم الشهر الماضي،"لا يزال ممثلاً لكوفي أنان حتى انتهاء مهماته في شكل رسمي بنهاية العام الجاري". وفي سياق متصل، أعلن مسؤول في ولاية جنوب دارفور أن تسعة من موظفي هيئة المياه في الولاية فقدوا قبل أسبوعين أثناء توجههم لحفر بئر مياه قرب مخيم صليعة للنازحين. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن وزير التخطيط في الولاية سالم أبو كلام قوله إن مسؤولاً وخمسة مهندسين وثلاثة سائقين"كانوا بصدد حفر آبار مياه وتركيب مضخات للنازحين في الصليعة التي تعاني شحاً في المياه، فقدوا منذ ثاني أيام عيد الفطر". وأضاف أنه أبلغ الجهات الأمنية والاتحاد الأفريقي والحركات الموقعة على اتفاق السلام بغياب المفقودين. إلى ذلك، أعلن أمس كبير مساعدي الرئيس السوداني، رئيس السلطة الانتقالية في دارفور مني أركو مناوي، أن اتفاق سلام دارفور"لم يمت"كما يزعم بعض قادة الحركات المتمردة الرافضة له. وأكد في لقاء جماهيري في نيالا ثاني كبرى مدن دارفور"استمرار الحوار مع الحركات غير الموقعة على الاتفاق، خصوصاً بعدما أدى الحوار إلى نتائج ايجابية منها التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع بعض الحركات والتوصل إلى رؤى متقاربة مع حركات أخرى". وناشد رفاقه السابقين من المتمردين"تحكيم صوت العقل ووقف إراقة الدماء بالانضمام الى اتفاق السلام". وشدد على أن لا خيار أمام الاطراف كافة سوى السلام، مؤكداً أن حركته"ستمضي في التزامها مع الحكومة بتنفيذ بنود الاتفاق كافة". من جهة أخرى، أعلنت اريتريا أمس تلقيها"رداً إيجابياً"على عرض الوساطة بين الخرطوم والفصائل المتمردة في دارفور. وأقامت أسمرا احتفالاً لمناسبة إعادة فتح الحدود مع السودان أمس ألقى فيه المسؤول في"الجبهة الشعبية من أجل الديموقراطية والعدالة"الحاكمة في اريتريا عبدالله جابر كلمة اعتبر فيها أن"الاحتفال خطوة لتعزيز علاقات البلدين". وكانت الحدود بين البلدين أغلقت قبل اربعة أعوام بعد اتهامات متبادلة بدعم فصائل متمردة. لكن انفراجاً في علاقات أسمرا والخرطوم تحقق عندما رعت إريتريا الشهر الماضي اتفاق سلام بين متمردي شرق السودان والحكومة.