بدأ 25 نائباً في البرلمان الصومالي الانتقالي، يتزعمهم رئيسه شريف حسن شيخ عدن، محادثات سلام مع"المحاكم الإسلامية"في مقديشو، ضد رغبة الحكومة الموقتة التي دعتهم إلى مراجعة موقفهم. وقال عدن إنه سيسعى مع"المحاكم"إلى بسط السلام في البلاد. ورحب الإسلاميون بالخطوة أمس واستقبلوا وفد النواب بحفاوة كبيرة. ووصل عدن على رأس الوفد النيابي إلى العاصمة أمس، متجاهلاً طلب الحكومة العودة"لاتخاذ موقف مشترك من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد"للأزمة مع الإسلاميين، بعد انهيار محادثات السلام التي ترعاها الجامعة العربية بين الجانبين في الخرطوم الأسبوع الماضي. وقال رئيس البرلمان أمس في مؤتمر صحافي قبل المحادثات:"أنا لا أتلقى الأوامر من الرئيس أو رئيس الوزراء ... جئت هنا من أجل السلام. وقررت أن أفعل ما في وسعي لمساعدة الصوماليين على أن يتحدوا". وقال زعيم"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس الذي ظهر مع عدن في المؤتمر الصحافي:"إذا تحدثنا سوياً، فسنصل إلى اتفاق مثمر". وأكد النائب عبدالله الحاج علي الذي وصل مع عدن أنه"يمكننا الجلوس معاً والتوصل إلى حل للمشكلة الصومالية ... إن شاء الله، سيصنع هذا فرقاً كبيراً". ويُنظر إلى عدن باعتباره أكثر مسؤولي الحكومة تعاطفاً مع الإسلاميين. ويعتبر قراره التفاوض مع"المحاكم"من دون تنسيق مع الرئيس عبدالله يوسف ورئيس الوزراء محمد علي جدي، تحدياً مباشراً لسلطتهما الضعيفة المحصورة في مدينة بيداوة، وقد يؤدي إلى انهيار السلطات الانتقالية. وبرحيل عدن وزملائه، يبقى في بيداوة نحو مئة نائب من أصل 275 استقال معظمهم ولم تشغل مقاعد بقيتهم في الانتخابات الأخيرة لاعتبارات أمنية. وكانت الحكومة طالبت في بيان أول من أمس رئيس البرلمان وزملاءه"بعدم الذهاب إلى مقديشو قبل التشاور مع الوفد الحكومي إلى محادثات الخرطوم". وأكدت أنها"ستذهب إلى محادثات السلام، لكن كل ما نريده هو تشكيل موقف موحد". واحتشد سكان مقديشو على جانبي الطريق الرئيسية في المدينة للترحيب بالوفد البرلماني الذي استقبله الإسلاميون بحفاوة شديدة، وفرضوا إجراءات أمنية مشددة حول المطار الذي وصل إليه. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في"المحاكم"إبراهيم حسن عداو:"نحن سعيدون بالترحيب برئيس البرلمان في مقديشو، على رغم أن الرئيس ورئيس الوزراء يعتقدان أن العاصمة ليست آمنة لأعضاء الحكومة".