أعلن عشرات النواب الصوماليين المتنفذين انشقاقهم عن الحكومة وانضمامهم إلى"المحاكم الإسلامية"، بعدما تركوا العاصمة الموقتة بيداوة بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة منذ محاولة اغتيال الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف الشهر الماضي. واستقبل زعيم الإسلاميين الشيخ حسن ضاهر عويس النواب ال36 مساء أول من أمس، مؤكداً استعداد الحركة للعمل معهم. وقال رئيس اللجنة المالية في البرلمان النائب عبدالله حاج علي إن"غياب الأمن هو ما دفعنا إلى المجيء إلى مقديشو، فعندما تكون حياة الرئيس معرضة للخطر لن يكون أحد آخر آمناً". وأضاف أن"الاسلاميين منفتحون على كل شيء، بما في ذلك تقاسم السلطة وفرض القانون والنظام من خلال المفاوضات من دون أي تدخل خارجي". ووصف الزعيم الإسلامي البارز إبراهيم حسن عبدو الاجتماع الذي انتهى إلى مأدبة طعام بأنه خطوة"لبناء الثقة". وأكد أن الاسلاميين لا يزالون ملتزمين استئناف محادثات السلام مع الحكومة نهاية الشهر الجاري في العاصمة السودانية. وأضاف:"سنواصل اجتماع الخرطوم كما سنعقد اجتماعات داخل البلاد". ولم يتضح إلى متى سيبقى النواب في مقديشو. لكن علي قال انه لن يعود إلى بيداوة قبل التصدي للقضايا الأمنية وانسحاب القوات الاثيوبية من الأراضي الصومالية، ما يشير إلى انقسام متزايد داخل الحكومة في ما يخص نشر قوات لحفظ السلام في البلاد. ويرفض الإسلاميون هذه الخطوة، كما تعهدوا الجهاد ضد أي قوات أجنبية. وفي المقابل، استنكر الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري اجتماع مقديشو. وقال:"أعضاء البرلمان لا يمثلون الحكومة. ذهبوا إلى هناك من أنفسهم ومن ثم لا يمكنهم التحدث باسم الحكومة"، مضيفاً أن بيداوة"آمنة". من جهة أخرى، شكل الإسلاميون محكمة شرعية جديدة لإدارة شؤون العدل في منطقة"البنادر"التي تشمل مقديشو والمناطق المحيطة بها، بدلاً من المحاكم المشكلة على أساس عشائري. وقال رئيس اللجنة القضائية في"المحاكم الإسلامية"حسن عثمان أحمد إن كل منطقة في مقديشو سيكون فيها مركز للشرطة ومحكمة ترفع تقاريرها إلى المحكمة الام التي ستضم محكمة للاستئناف وأخرى لفض منازعات الملكية. وتكمن أهمية المحكمة الجديدة في أن الاسلاميين يضفون طابعاً مركزياً على نظامهم القضائي. وعلى رغم المخاوف الغربية من أن الاسلاميين يريدون فرض نظام متشدد على غرار نظام طالبان، فإن معظم سكان مقديشو يردون لهم الفضل في تحقيق قدر من الاستقرار النسبي بعد 15 عاماً من الفوضى. إلى ذلك، أكد الإسلاميون أن القوات الاثيوبية قصفت أول من أمس بلدة صومالية حدودية خاضعة لسيطرتهم. وقال الرجل الثاني في"المحاكم"شريف شيخ أحمد في احتفال:"قصفت القوات الاثيوبية بالمدفعية محيط قواعدنا قرب بلداوين"التي تقع على بعد 30 كلم من الحدود الاثيوبية و300 كلم من العاصمة الصومالية. وأضاف أن القصف اوقع ضحايا، لكنه لم يحدد عددهم وما إذا كانوا قتلى أم جرحى.