أفاد شهود ومسؤولون أن "المحاكم الإسلامية" استولت مساء أول من أمس على بلدة كانت خاضعة لسيطرة الحكومة في جنوبالصومال، ما ينذر بقرب المواجهة المباشرة التي يستعد لها الطرفان منذ أيام قرب آخر معاقل السلطات الموقتة في مدينة بيداوة. وأكدت الحكومة أن الإسلاميين خطفوا ثلاثة نواب في البرلمان الانتقالي. واستولى الإسلاميون على مدينة ساعكو الصغيرة التي تبعد 340 كلم إلى الجنوب الغربي من مقديشو، بعد فرار الميليشيات الموالية لوزير الدفاع في الحكومة الموقتة بري هيرالي. وقال القيادي الإسلامي في منطقة جوبا السفلى الجنوبية الشيخ حسن درو:"استولينا على ساعكو بسهولة ولم نخض أي معركة عندما دخلنا المدينة". وأكد سكان سيطرة الإسلاميين على البلدة التي تقع في مفترق طرق استراتيجي لمناطق صومالي باي وجيدو وجوبا السفلى، وأن المقاتلين الموالين للحكومة فروا إلى مدينة برظهيرة في اتجاه شمال بيداوة. وقال محمد مؤمن اسماعيل، وهو أحد قاطني ساعكو:"فر عناصر ميليشيات هيرالي من المدينة قبل دخول الميليشيا الإسلامية". وبسيطرتهم على ساعكو، يقترب الإسلاميون من مقر الحكومة، ما ينذر بقرب المواجهة بين الجانبين. وأعلن زعماء"المحاكم"قبل أيام عزمهم مهاجمة بيداوة التي قطعوا عنها إمدادات الوقود أول من أمس، استعداداً للمعركة على ما يبدو. غير ان الناطق باسم الإسلاميين عبدالرحيم علي مودي أعلن أمس أنهم لن يهاجموا المدينة، لكنهم سيواصلون التوسع في المنطقة المحيطة بها. في غضون ذلك، قال نائب وزير الدفاع الصومالي صلاد علي جيلي إن الإسلاميين خطفوا ثلاثة نواب أثناء توجههم من مقديشو إلى بيداوة. وأضاف:"تعرض ثلاثة من أعضاء البرلمان للخطف في بور حقابا على أيدي قوات المحاكم الاسلامية، بعدما غادروا مقديشو إلى بيداوة... نحن نعتبر خطف أعضاء البرلمان عدواناً". وفي المقابل، نفت"المحاكم"خطف النواب، لكنها أكدت منعهم من الوصول إلى بيداوة"لحمايتهم"من القوات الإثيوبية هناك. وقال نائب مسؤول الدفاع في الحركة الإسلامية الشيخ مختار علي روبو:"لم يكن خطفاً. نحن الذين طلبنا منهم العودة إلى مقديشو إنقاذاً لحياتهم من أيدي الإثيوبيين. خشينا أن يلحق بهم الإثيوبيون الأذى. وهم وصلوا مقديشو الآن". ولم يتسن الحصول على تأكيد من مصدر مستقل. وتهدد هذه التطورات المفاوضات المتعثرة التي ترعاها الجامعة العربية بين الطرفين في العاصمة السودانية. لكن قبل إعلان الخطف، أكد وزير الإعلام الصومالي أن الحكومة ستشارك في المفاوضات المقررة مع الإسلاميين الثلثاء المقبل في الخرطوم. وقال للصحافيين أمس:"حكومتنا تعمل من أجل المصالحة". وأكد الناطق باسم"المحاكم"إنها ستشارك أيضاً في المفاوضات. وقال مودي:"سنذهب إلى المحادثات ولن نهاجم بيداوة الآن، احتراماً للاتفاقات السابقة التي أبرمناها مع الحكومة". إلى ذلك، دانت محكمة كينية أمس عشرة صوماليين بتهمة القرصنة وخطف سفينة هندية، ما يعني أنهم قد يواجهون أحكاماً بالإعدام. وقالت القاضية بياتريس جادين إن العشرة الذين اعتقلتهم البحرية الأميركية مطلع العام الجاري بعد خطفهم سفينة"البصارات"، سيحاكمون الأربعاء المقبل. وأضافت:"ليس لدي ادنى شك في ارتكابهم جريمة القرصنة". وطالب الادعاء العام بإعدام المتهمين.