دعا وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس المجتمع الدولي الى"الاستنفار"للتصدي للبرنامجين النووي والصاروخي الايرانيين، فيما أعلنت موسكو صراحة معارضتها مشروعاً اوروبياً - اميركياً لفرض عقوبات على طهران، معتبرة انه يتضمن"مبالغة"في التشدد. وفي اليوم الثاني من مناوراتها في مياه الخليج وبحر عمان، اعلنت إيران أمس نجاحها في تحسين قدرات صواريخ"شهاب"التي اطلقت عدداً منها في مستهل المناورات الخميس. وأشار الجنرال حسين اسلامي قائد سلاح الجو في"الحرس الثوري"الى"تعديل في شحنة صاروخ شهاب يمكنها من نشر مئات من القنابل في منطقة واسعة بعد الاطلاق". وأفاد التلفزيون الايراني ان الرأس الجديد الذي استخدم في صواريخ "شهاب -3" يتمتع بقدرة على نشر 1400 قنبلة صغيرة، علماً ان مداه يصل الى ألفي كيلومتر، ما يمكنه من الوصول الى اسرائيل وجنوب اوروبا. وقال الجنرال اسلامي:"مع هذه التجارب اكتسبنا قدرة جديدة لاطلاق صواريخ ضد القواعد العسكرية والسفن العدوة في المنطقة، ولدينا بالتالي قدرة اعلى لتهديد العدو في البر والبحر". الى ذلك، قال البريغادير جنرال فدوي القائد في"الحرس الثوري"للاذاعة الايرانية ان قواته"اختبرت بنجاح انواعاً من صواريخ ارض- بحر وبحر-بحر، بينها صواريخ الكوثر ونور ونصر". وأضاف:"رفع مدى الصواريخ من 120 الى 170 كيلومتراً، لتغطي منطقة الخليج كلها وبحر عمان. المنطقة كلها الآن تحت سيطرتنا واذا أراد الاعداء ان يكونوا في مأمن عليهم ان يتجنبوا اي خطوات عدائية في الخليج الفارسي. اليوم نحن نشرف على المنطقة كلها". في تل أبيب، جاء في بيان اصدره بيريتس عقب لقائه نظيره الالماني فرانتس جوزف يونغ امس، ان"ايران تحدت العالم بأسره الخميس، ومن المستحيل تجاهل ذلك"، في إشارة الى اطلاق الصواريخ الباليستية الايرانية. وأضاف:"لا أشك في ان وزير الدفاع الالماني يفهم اننا لا نستطيع ان نكون غير مبالين، في حين تسعى ايران الى الحصول على السلاح النووي، علماً ان عقيدتها الرسمية الدعوة الى تدمير اسرائيل". وفي بروكسيل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان مشروع قرار صاغته بريطانيا وفرنسا والمانيا لفرض عقوبات دولية على ايران"يذهب الى ابعد مما اتفِق عليه". وكان لافروف يتحدث في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره الفنلندي اركي تيوميويا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي وخافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية. وجاءت تصريحات لافروف قبل محادثات للقوى الكبرى في الاممالمتحدة في شأن الخطوات التي يجب اتخاذها ضد ايران. وتحاول الترويكا رفع مشروع قرار الى مجلس الامن، لفرض عقوبات صارمة على طهران، ولكن يبدو ان المداولات في هذا الشأن متعثرة، نظراً الى تأييد الصين موقف روسيا، في حين تلقى طروحات الترويكا تأييداً اميركياً. وفي نيويورك، طرحت روسيا أمام الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن قائمة تعديلات مكثفة على مشروع القرار الأوروبي أثناء اجتماع للسفراء الخمسة أمس. ووصف السفير الأميركي جون بولتون التعديلات بأنها تغير مشروع القرار الأوروبي"سطراً سطراً". وقال إن"الولاياتالمتحدة لديها بدورها اقتراحات تود تقديمها، وسنوزع نصاً لنا يتناول بدوره التعديلات سطراً بسطر لاحقاً اليوم". وعقد الاجتماع الثاني لمناقشة العقوبات على إيران في مقر البعثة البريطانية، وحضره السفير الروسي فيتالي تشيركن الذي عاد للتو من موسكو. وقال تشيركن إن"اللقاء جيد، وتقدمنا بتعديلات وسنتابع المحادثات". وسُئل إن كان مفاعل بوشهر الذي تبنيه روسيا في إيران هو المشكلة، فقال:"ليست لمشروع بوشهر أي علاقة بمصادر القلق من انتشار الأسلحة النووية. فهذه مفاعلات سلمية بكل وضوح ونحن نساعد الإيرانيين في بنائها ونتصرف في هذا بانسجام كامل مع اتفاق منع نشر الأسلحة النووية". ووصف التعديلات الروسية بأنها"تقصر"مسودة المشروع الأوروبي، لكن السفير الأميركي لمح الى تعديلات جذرية تقدمت بها روسيا، وقال:"في ضوء مدى التغييرات الروسية، قررنا إحالة المسألة الى العواصم مجدداً، وسنجتمع الاسبوع المقبل". السفير الصيني وانغ غوانغيا قال:"قد تختلف وجهات النظر بعض الأحيان، لكننا سنتابع المناقشات". وأضاف:"ستفكر العواصم ملياً في التعديلات خلال فترة العطلة الاسبوعية واعتقد ان النقاش كان جيداً". ووصف وانغ العقوبات التي يتضمنها مشروع القرار الأوروبي الذي حظي بموافقة الولاياتالمتحدة بأنها"قاسية جداً وقد تحشر الايرانيين في زاوية". وتابع ان"الصين تعتقد ان المسألة الايرانية تختلف عن مسألة كوريا الشمالية. فلا يمكن لمجلس الأمن ان يطبق المعايير والاجراءات نفسها"في المسألتين. وعن التعديلات الروسية، قال:"ان آراءنا مشابهة، وأنا أدعم الروس".