موسكو، طشقند، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت موسكو أمس، أن الرئيس ديمتري ميدفيديف سيُصدر مرسوماً يتضمّن لائحة بأنواع الأسلحة المحظور تصديرها إلى إيران، وسط تضارب في تصريحات المسؤولين الروس حول احتمال أن تؤدي العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن على طهران بسبب برنامجها النووي، الى تجميد صفقة لتسليمها أنظمة صاروخية مضادة للطائرات من طراز «أس-300». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «تنفيذ قرار مجلس الأمن يتمّ من خلال مراسيم يصدرها الرئيس الروسي، كما هي العادة. وسيتم إعداد مرسوم ووثائق مصاحبة، تحدد الأسلحة التي تخرج إمداداتها عن إطار القرار الدولي» الرقم 1929. وأضاف لافروف في طشقند حيث يشارك مع ميدفيديف في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون»، أن نص قرار مجلس الأمن نُشر على الموقع الرسمي للخارجية الروسية، موضحاً: «لم يُكلّف أحد بتفسير أحكام معينة منه». وزاد: «يجب الأخذ في الاعتبار أن القرار ينص على مجموعة من التدابير السارية على جوانب مختلفة من العلاقات بين إيران والعالم الخارجي، وجميعها مرتبطة بعضها ببعض». وكان لافروف أكد الخميس أن العقوبات لا تسري على صفقة «أس-300»، مشيراً الى ان القرار 1929 «يفرض قيوداً على التعاون مع إيران في شأن الأسلحة الهجومية، أما الأسلحة الدفاعية فلا تخضع لقيود مماثلة». وأضاف: «حصلنا على حماية تامة لجميع قنوات التعاون التجاري والاقتصادي المهمة القائمة بين روسياوإيران». وشدد على أن «القرار لا يضع أي عوائق على هذه العلاقات، بما في ذلك إكمال مشروع (المفاعل النووي في) بوشهر وأيضاً بناء أي عدد من مفاعلات الماء الخفيف التي تشبه مفاعل بوشهر. نحن وشركاؤنا الإيرانيون، لدينا خططاً مماثلة». لكن مصدراً في الكرملين يرافق ميدفيديف ولافروف في زيارتهما لطشقند، أكد أن «صواريخ أس-300 مشمولة بالعقوبات، وبالتالي لا يمكن تسليم إيران هذا النوع من الأسلحة». ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مصدر آخر في الكرملين قوله أن موسكو «لن تلغي» الصفقة الموقعة عام 2007، لكنها ستجمدها حتى رفع العقوبات. ويحظر القرار 1929 بيع طهران ثمانية أنواع جديدة من الأسلحة الثقيلة. تزامن تصريح المصدر الروسي مع دعوة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي قسطنطين كوساتشيف، الى الامتناع عن تسليم إيران تلك الصواريخ. في الوقت ذاته، أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستطبق «في شكل دقيق وصارم معايير ومطالب القرار» 1929. جاء تصريحا كوساتشيف وريابكوف بعد تأكيد الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيسترينكو إن العقوبات الجديدة «لا تلزم» بلاده الامتناع عن تنفيذ صفقة «أس-300»، بعدما نقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن مصدر في صناعة السلاح الروسية قوله إن «قرار مجلس الأمن يجب أن تطبقه كل الدول، وروسيا ليست استثناءً. لهذا السبب، جُمّد عقد تسليم إيران أنظمة أس-300». واللافت أن الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أكد أن العقوبات الجديدة لا تشمل صواريخ «أس-300».