أظهر استطلاع للرأي في أميركا ان الديموقراطيين يتقدمون بفارق ضئيل على الأقل في الحملة الانتخابية للتنافس على ستة مقاعد من بين سبعة يسيطر عليها الجمهوريون في مجلس الشيوخ، ما يعطي الحزب الديموقراطي فرصة للهيمنة على المجلس. ونظراً الى حاجة الديموقراطيين الى الفوز بستة مقاعد يشغلها الجمهوريون لتحقيق غالبية ديموقراطية في مجلس الشيوخ، يجري سباق متقارب في ميسوري وفرجينيا ومونتانا قد يحسم ميزان القوى بين الحزبين. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة زغبي لمصلحة"رويترز"ونشرت نتائجه أمس، ان المرشحين الديموقراطيين يتقدمون على الجمهوريين الذين يشغلون مقاعد بنسلفانيا وأوهايو وميسوري ومونتانا وفرجينيا ورود ايلاند، لكن سباقي بنسلفانيا ورود ايلاند هما فقط اللذان حسما لأن الفارق بين المرشحين الديموقراطيين والجمهوريين يزيد على هامش الخطأ المعروف في استطلاعات الرأي وهو أربع نقاط مئوية، زيادة أو نقصان. وفي فرجينيا ومونتانا يتقدم المرشحون الديموقراطيون على الجمهوريين الذين يشغلون مقاعد الولايتين، بفارق ضئيل يصل الى نقطة واحدة وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة وتحولات في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية. وتجرى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في السابع من تشرين الثاني نوفمبر الجاري. كما أظهر الاستطلاع ان الجمهوري بوب كروكر يتقدم بعشر نقاط على الديموقراطي هارولد فورد في السباق على مقعد في ولاية تينيسي. وتقدم الديمقراطيون في ولايتين هما الأكثر ضعفاً بالنسبة لهم، وهما ماريلاند ونيوجيرزي. وفي كونيتيكت تقدم السناتور جوزيف ليبرمان الذي يخوض الانتخابات كمستقل على الديموقراطي نيد لامونت بفارق عشر نقاط في سباق لن يحسم كثيراً الحزب الذي سيحظى بالهيمنة على مجلس الشيوخ. وكان ليبرمان الذي خسر أمام لامونت في الانتخابات الأولية للحزب الديموقراطي لتحديد مرشحيه والتي أجريت في آب أغسطس الماضي، تعهد بمساندة القيادة الديموقراطية. وحتى يحقق الديموقراطيون الغالبية في مجلس الشيوخ عليهم ان يحتفظوا بالمقاعد التي يشغلونها في المجلس إضافة الى الفوز بستة مقاعد من بين سبعة مقاعد معرضة ان يخسرها الجمهوريون. وأظهر الاستطلاع ان هذه الإمكانية واردة. وقال جيمس زغبي مدير المؤسسة ان"الديموقراطيين أمامهم فرصة حقيقة الآن في مجلس الشيوخ. قبل ستة أسابيع لم يكن بوسعك على الأرجح قول ذلك. لكن الكرة ما زالت في متناول الاثنين والإمكانية واردة بالنسبة للاثنين". وشمل الاستطلاع 600 ناخب على الأقل في كل ولاية وأجري في الفترة ما بين 24 و31 تشرين الأول أكتوبر الماضي، في عشر ولايات تشهد السباقات الأكثر سخونة. واكتسب المرشحون الديموقراطيون زخماً خلال المعركة الانتخابية مع تصاعد استياء الرأي العام الأميركي من الرئيس الجمهوري جورج بوش وحرب العراق والتوجه الذي تسير فيه البلاد. وبدأ بوش أمس محاولة أخيرة لمساعدة حزبه على الاحتفاظ بهيمنته على الكونغرس في الانتخابات التي تجرى الأسبوع المقبل. وقال ان على الولاياتالمتحدة ان تبقى في العراق على رغم عدم تمتع هذه الحرب بشعبية. وقال بوش في تصريحات الى وكالات أنباء:"أعتقد بأن معظم الجمهوريين يفهمون انه اذا رحلنا قبل ان نكمل المهمة ستكون أميركا أقل أمناً". ويقوم بوش بجولات انتخابية في الولايات التي يمكن ان يحدث وجوده فيها فرقاً خلال الأيام القليلة الباقية على الانتخابات، وسيبدأها بمونتانا ثم نيفادا ثم ميسوري وأيوا وكولورادو. والمخاطر في هذه الانتخابات كبيرة. فإذا سيطر الديموقراطيون على مجلس النواب او على مجلس الشيوخ فسيشكلون تحدياً لسياسة بوش في العراق وقضايا أخرى خلال ما تبقى من فترته الرئاسية وهي سنتان.