يعود الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون اليوم الى الحملة الانتخابية، دعماً للمرشح الديموقراطي جون كيري، وذلك قبل ثمانية أيام من موعد الانتخابات، وفي وقت تجمع التكهنات والأرقام على حدة السباق بين المرشحين، مع أفضلية للرئيس جورج بوش في مسائل الأمن القومي والحرب على الارهاب وتقدم لكيري في الشأن الاقتصادي. وتأتي عودة كلينتون الى الحملة بعد شهرين من خضوعه لجراحة في القلب منعته من المشاركة فعلياً في السباق، على رغم تقديمه استشارات هاتفية للمرشح الديموقراطي. وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى وقوف الفارق على نسب ضئيلة بين المرشحين وتقدم بوش بنقطتين على كيري، بنسبة 48 في المئة في مقابل 46 في المئة للاخير، وذلك بحسب استطلاع مركز زغبي الدولي. وأشار استطلاع آخر لمركز "أننبرغ" الى تقدم لكيري بنسبة 7 في المئة في المسائل الاقتصادية، يقابله تقدم بسبع نقاط لبوش في الحرب على الارهاب. ويشارك كلينتون اليوم في مهرجان خطابي في ولاية بنسلفانيا الحاسمة 21 هيئة انتخابية والتي تشير الأرقام الصادرة أمس، الى تقدم لكيري فيها بنقطتين ونسبة 48 في المئة. ويساعد كلينتون، المحبب من الأقلية الافريقية الأميركية، في استقطاب أصوات السود في الولاية وحضهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل. ويمثل حضور الرئيس السابق اختلافاً جديداً في المعركة عن الدورة السابقة التي ارتأى فيها المرشح الديموقراطي آل غور إبقاء كلينتون بعيداً من ساحة الحملة. وليس "عامل كلينتون" نقطة الاختلاف الوحيدة في الحملة، بل بدا من الأرقام تحول جزئي في الاستراتيجيات الانتخابية واختلاط أكبر بين اللون الأزرق الديموقراطي والأحمر الجمهوري في الخريطة الانتخابية. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى حدة المبارزة في 11 ولاية، وسعي المرشحين إلى خرق الفرضيات التاريخية والتوسع الى ولايات فيها سيطرة اجمالية للحزب المنافس. من هنا زيارات كيري المتلاحقة لولايات: كولورادو ونيفادا وفيرجينيا ونيو هامبشير وغرب فيرجينيا والتي على رغم فوز بوش فيها عام 2000، تبدو اليوم حائرة بين المرشحين بنسب تتفاوت بين 2 و5 في المئة لمصلحة بوش. كما تتبدل الألوان في ولايات أيوا وويسكونسن ومينيسوتا والتي حسمها غور عام 2000، انما تظهر تعادلاً بين المرشحين اليوم. وسجلت ولاية فلوريدا الحاسمة ارتفاعاً بنسبة 18 في المئة في نسبة التسجيل، وزيادة 1.5 مليون على اللوائح منذ عام 2000، وبالتالي وصولها الى 10.3 مليون ناخب في الولاية. وفيما أظهرت الأرقام الصادرة أمس الى تعادل المرشحين بنسبة 47 في المئة وحصد المرشح المستقل رالف نادر 2 في المئة من الأصوات، تفوق الديموقراطيون جزئياً في عدد ناخبيهم في الولاية. ووصل عدد الديموقراطيين على اللوائح بحسب الجداول الصادرة أمس، 4.3 مليون ديموقراطي في مقابل 3.9 مليون جمهوري. وازداد التسجيل في صفوف الأقليات السود في الولاية بنسبة 36 في المئة، بعد الحديث عن عرقلة وصولهم ومنع تسجيلهم عام 2000. وركز الرئيس بوش في خطابه في فلوريدا على الحرب على الارهاب واتهم منافسه بمرض "فقدان الذاكرة الانتخابي" نظراً للتفاوت بين تصريحاته وسجله التصويتي في مجلس الشيوخ كسناتور عن ولاية ماساشوستس. وأكد بوش أن "كيري صوت للحرب على العراق، والتي يعتبرها اليوم خطأ" كما اعتبر "صدام حسين تهديداً للولايات المتحدة وأمنها". من جهة أخرى حاول كيري الذي يحمل تفوقاً مادياً على مرشحه يتعدى الثلاثة ملايين دولار، التركيز على الوضع الاقتصادي والتبشير بخط متفائل يعيد الوظائف إلى الطبقة الوسطى ويؤمن رعاية صحية شاملة. واتهم كيري الحملة الجمهورية بتخويف الرأي العام من وقوع عمل إرهابي، سواء من خلال إعلانات تصور الولاياتالمتحدة محاطة بالذئاب أو تصريحات تشير إلى ضعف كيري في مواجهة الإرهابيين.