اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي خلال استقباله الرئيس العراقي جلال طالباني في طهران أمس أن"الاحتلال الأميركي هو المسؤول عن العنف في العراق"، ورأى ان رحيل الأميركيين هو"الخطوة الأولى"الضرورية في اتجاه احلال الأمن. ونقل التلفزيون الايراني عن خامنئي ان"الموضوع المهم والمقلق بشأن العراق هو فقدان الأمن"، مؤكداً أن"استمرار عدم الاستقرار الأمني والقتل في العراق يضر كل دول المنطقة"، مشدداً على ان بلاده تعتبر"المساعدة في استقرار العراق أمنياً واجباً دينياً وانسانياً عليها". وأضاف ان"رحيل قوات الاحتلال هو الخطوة الأولى لحل مشكلة الأمن في العراق"، مشدداً على ان"الولاياتالمتحدة لن تنجح بالتأكيد في العراق، كما ان استمرار الاحتلال لن يكون لقمة سائغة بالنسبة إليها". ولفت الى ان ايران تريد"عراقاً آمناً ومزدهراً، وتعتبر ان أمن المدن العراقية مماثل لأمن المدن الايرانية". وفي إشارة الى إمكان اجراء مفاوضات إيرانية - أميركية حول الموضوع العراقي، أكد خامنئي ان ايران"لن تتوانى عن القيام بأي خطوة تساعد في عودة الاستقرار والامن الى العراق اذا طلبت الحكومة العراقية ذلك". وحمل خامنئي الولاياتالمتحدة مسؤولية الفوضى الأمنية في العراق. ولفت الى ان"السبب الرئيسي لعدم الاستقرار الأمني هو سياسة الولاياتالمتحدة التي تطبق من خلال عملائهم الميدانيين من إرهابيين وتكفيريين وبعثيين سابقين بهدف زعزعة الحكومة المنتخبة". واضاف ان"المسؤولين عن انعدام الأمن يختبئون وراء نزاع سنّي - شيعي"، مؤكداً أن"الشيعة والسنّة عاشوا معاً طيلة قرون جنباً الى جنب من دون أي عداوة". كما اتهم خامنئي الولاياتالمتحدة بتصعيد"موجة تدهور الأمن"بهدف"تنصيب ديكتاتور مثل صدام حسين، إلا أنهم لن ينجحوا"، مشدداً على ان"مساندة المجموعات الارهابية في العراق ستكون لها آثار خطيرة جداً على المنطقة وعلى عملاء اميركا فيها". وأشار طالباني من جهته الى ان"تطوير التعاون بين طهران وبغداد يخدم مصالح البلدين والمنطقة". وتجنب توجيه اتهامات الى الولاياتالمتحدة في أحداث العراق، واعتبر ان"حالة عدم الاستقرار التي تعم العراق تعود الى شعور بعض الأطراف بالقلق من اقامة عراق جديد وديموقراطي مع حكومة شعبية على رأسه". وتابع ان"ملف الأمن ليس بين أيدي الحكومة العراقية. اذا تم نقل هذا الملف الى أيدي الحكومة، فيمكنها ان تضمن امناً شاملاً في البلاد بمساعدة الشعب". وكان وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي عقد اجتماعاً مع طالباني بحضور وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري خصص للبحث في سبل تعزيز التعاون خصوصاً في الموضوع الأمني. واعتبر متقي ان"موضوع أمن العراق من أهم المسائل، ونعتقد ان أسباب فقدان الأمن في العراق تتعلق بعوامل داخلية واقليمية ودولية"، معتبراً محاولات ضرب التعايش السلمي بين اطياف الشعب العراقي"مؤامرة تهدف الى خلق الاختلافات القومية والطائفية واشعال الحرب داخل العراق". وسيغادر طالباني طهران صباح اليوم الاربعاء بعد توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين تتعلق بالتعاون في مجالات الطاقة والنقل والتجارة ومد خط انابيب للنفط بين عبادان الايرانية والبصرة في الجنوب العراقي. وكان من المقرر ان يغادر طالباني امس.