جددت الفصائل الفلسطينية التزامها التهدئة، بعدما خرق ناشطون التهدئة المعلنة منذ صباح الاحد الماضي باطلاقهم صواريخ محلية الصنع على بلدة"سديروت"اليهودية الواقعة على بعد خمسة كلم من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة داخل الخط الاخضر. لكن الفصائل حذرت من ان استمرار الخروق الاسرائيلية في الضفة الغربية سيؤدي في نهاية المطاف الى انهيار هذه التهدئة في وقت بدت فيه التهدئة امس ولليوم الثالث على التوالي صامدة على الاقل في قطاع غزة. وكان قياديون في الفصائل، المنضوية في اطار لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية عقدوا اجتماعاً مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية مساء أول من امس. وبحث المجتمعون في ثلاث قضايا رئيسة اثناء الاجتماع الذي جاء في نهاية اليوم الثاني من اعلان التهدئة مع اسرائيل، هي: التهدئة، وسبل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واعادة تأهيلها تنفيذا لاعلان القاهرة الصادر في 17 آذار مارس 2005، وتشكيل حكومة وحدة وطنية استناداً الى وثيقة الوفاق الوطني وثيقة الاسرى المعدلة التي توافقت الفصائل عليها قبل شهور عدة. واكد ممثلو القوى والفصائل الالتزام بالتهدئة، محذرين من ان استمرار الاعتداءات والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية التي تمثل مع القطاع وحدة جغرافية واحدة سيؤدي الى انهيار هذه التهدئة، التي تتضمن وقفا لاطلاق الصواريخ من القطاع فقط على حد قولهم. كما بحث المجتمعون سبل التوصل الى تهدئة شاملة مع اسرائيل تشمل وقف كل العمليات الفدائية الفلسطينية في مقابل وقف العدوان الاسرائيلي الشامل ايضا، اضافة الى الملف السياسي لفتح الافاق امام الفلسطينيين لتحقيق طموحاتهم وحقوقهم الوطنية المشروعة. وطالب ممثلو الفصائل الرئيس محمود عباس بإجراء الاتصالات والمحادثات اللازمة ومواصلة الضغط على اسرائيل لإلزامها باحترام التهدئة في الضفة الغربية حتى لا يؤدي ذلك الى التعجيل في انهيارها. واتفقوا على العودة الى مائدة الحوار في اطار لجنة المتابعة في حال حصل أي خرق اسرائيلي للبحث في كيفية الرد على هذا الخرق والتحرك من أجل وقفه. كما تم الاتفاق على اعداد وثيقة تتعلق بالتهدئة الشاملة ليتم عرضها على الفصائل كافة لمناقشتها تمهيدا لإقرارها. وهدد ممثل حركة"الجهاد الاسلامي"في الاجتماع برد قوي على أي خرق اسرائيلي للتهدئة، خصوصا وان اسرائيل تسعى الى اتهام الحركة بخرق التهدئة وعدم التزامها. واتفق المجتمعون على ضرورة اصلاح منظمة التحرير، واعادة تفعيلها وهو الامر الذي سيناقشه هنية مع قادة وممثلي الفصائل في اجتماع سيعقده لهذا الغرض في العاصمة السورية دمشق خلال الأيام القادمة. وعرض هنية امام المجتمعين التطورات الاخيرة في شأن المشاورات المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعلمت"الحياة"ان هذه المشاورات تم تجميدها الى اجل غير مسمى، خصوصاً ان هنية بدأ جولة خارجية امس في عدد من الدول العربية والاسلامية ستستمر اكثر من شهر، ما يعني ان هذه الحكومة لن تولد قبل العام 2007. الى ذلك، واصلت اسرائيل اعتداءاتها وعمليات التصفية في الضفة الغربية، اذ اعتقلت عشرة مواطنين من مناطق متفرقة، وهدمت منزلين في بلدة عربونة شرق مدينة جنين شمال الضفة الغربية بدعوى انها غير مرخصة. وافلت ناشط من"سرايا القدس"، الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"، من محاولة اغتيال عندما تمكن من الفرار من منزل حاصرته قوات الاحتلال فيه في بلدة قباطية جنوب مدينة جنين بعدما امطرته بالرصاص، وطالبته عبر مكبر الصوت بإخلاء المنزل.