شهدت العاصمة الإيرانية حادثين بارزين أمس، تمثل الأول بتحطم طائرة عسكرية قضى غالبية ركابها، والثاني عملية احتجاز رهائن في مدرسة انتهت بسلام. وتحطمت طائرة عسكرية إيرانية من طراز "انطونوف 74" لدى إقلاعها صباح أمس من القسم العسكري لمطار مهرآباد، ما أدى إلى مقتل 36 من أفراد الحرس الثوري وجرح آخرين نقلا إلى مستشفى"بقية الله"العسكري في العاصمة. تأتي هذه الحادثة قبل 9 أيام من الذكرى السنوية لتحطم طائرة عسكرية من طراز"سي 130"، وبعد نحو 11 شهراً من تحطم طائرة"فالكون"تابعة لحرس الثورة أودت بحياة 11 ضابطاً من بينهم قائد القوات البرية اللواء احمد كاظمي. وحتى المروحيات العسكرية لم تسلم من الحوادث، إذ كانت تحطمت مروحية في 18 الشهر الماضي بالقرب من مدينة اصفهان، وقتل أربعة عسكريين كانوا فيها. وأفاد بيان للحرس الثوري:"استشهد ثلاثون عنصراً من الحرس الثوري وستة من أفراد الطاقم وجرح شخصان"ترددت معلومات عن وفاة واحد منهما لاحقاً. وبحسب قائد الشرطة الجنرال اسكندر مؤمني، فإن حصيلة الحادث هي 39 قتيلاً بعدما قضى ثلاثة جرحى متأثرين بجروحهم لدى نقلهم إلى المستشفى. وكانت طائرة"أنطونوف 74"الروسية الصنع متجهة إلى شيراز جنوب وتحطمت بعد دقائق من إقلاعها. ولم يستبعد قائد الحرس الثوري الجنرال يحيى رحيم صفوي بداية احتمال تعرض الطائرة لاعتداء، لكنه عاد واستبعد هذا الاحتمال بعد اجتماع طارئ لقيادة الحرس الثوري، وأكد ضرورة انتظار نتيجة التحقيق. وعثر على الصندوق الأسود للطائرة المحترقة ونقل إلى المختبرات المخصصة لتحليل بياناته. وتضاربت الروايات حول أسباب الحادث. ففي حين أشار مسؤول أمن المطارات في الحرس الثوري العقيد احمد حق طالب إلى أن الطائرة"تحطمت عند طرف المدرج لتشتعل فيها النار"، قال الجنرال اسكندر مؤمني إن"الطائرة تحطمت بعد توقف أحد محركاتها". ويعود سبب حالات التحطم المتكررة في الأسطولين المدني والعسكري الإيرانيين إلى قدمهما وغياب الصيانة وافتقار إيران إلى قطع الغيار بسبب العقوبات الأميركية التي تحظر بيع الشركات الإيرانية أو الدولة طائرات وقطع غيار لطائرات أميركية الصنع أو تلك التي تدخل في صناعتها مكونات أميركية. احتجاز رهائن على صعيد آخر، انتهت بسلام أزمة احتجاز رهائن غالبيتهم من الطلاب استمرت 150 دقيقة في ثانوية"فلق"للبنين في طهران، بعدما أقنع طبيب نفسي أحضرته الشرطة محتجز الرهائن بالاستسلام. وأفاد ضابط في الشرطة بأن الرجل الأربعيني كان جندياً سابقاً في الحرب التي اندلعت بين إيران والعراق في الفترة 1980 -1988 وأراد من العملية إثارة اهتمام الحكومة إلى الإهمال الذي يعاني منه قدامى المحاربين من قبل مؤسسات الدولة. وأحضر الرجل معه ابنته وهي تلميذة في الصف السابع، ولكنها ظلت تبكي وقالت إنها أجبرت على مرافقة والدها.