اثارت رواية لكاتب تركي تتناول احداثها محاولة لاغتيال بابا الفاتيكان خلال زيارته اليوم الى تركيا التي تشهد بالفعل منذ ايام تظاهرات حاشدة تندد به، القلق لدى مسؤولي الفاتيكان الذين عملوا مع السلطات التركية على وضع ترتيبات أمنية مشددة لضمان سلامة الحبر الاعظم. ففي رواية يوجيل كايا"مؤامرة ضد البابا"يتوجه رئيس الكنيسة الكاثوليكية الى اسطنبول ليعرض على بطريرك القسطنطينية وضع حد لعقود من الانفصال وتوحيد جهودهما لنشر المسيحية في الشرق الاوسط. الا ان بنديكتوس السادس عشر يتعرض لاعتداء بقنابل تشير كل الدلائل الى ان مرتكبيه اسلاميون اتراك تم تحريكهم من ايران، لكن يتضح في النهاية ان الحادث من تدبير المنظمة الكاثوليكية المتشددة"اوبوس دي"والمحفل الماسوني الثاني وأجهزة الاستخبارات الاميركية. هذا العمل كان يمكن ان يمر مرور الكرام ويطويه النسيان ما لم تثر موجة الغضب والادانة، الناجمة عن تصريحات البابا التي ربط فيها بين الاسلام والعنف، القلق من احتمال تعرضه للتهديد. وفي هذا الاطار عمد ممثل الفاتيكان في اسطنبول جورج ماروفيتش الى زيارة الكاتب بعدما أثار استياءه غلاف الرواية الذي كتبت في آخره عبارة"من سيقتل البابا في اسطنبول؟"فوق صورة للحبر الاعظم مستهدفاً برصاص قناص ملتح وخلفه صليب يحترق. وقال المونسنيور ماروفيتش"شعرت بالقلق من ان يقرأ اشخاص غير طبيعيين الكتاب ويتأثرون به"، موضحاً انه طلب من الروائي رسالة مفصلة عن دوافعه عرضها على مسؤولي الطائفة الكاثوليكية الصغيرة في تركيا. وكان لهذا القلق ما يبرره بعد تعرض كاهن كاثوليكي للقتل بيد مراهق في طرابزون، في خضم الازمة الناجمة عن نشر صور كاريكاتورية للنبي محمد ص في صحف اوروبية والتي تسببت ايضاً في اعتداءين على رجال دين كاثوليك في غرب وشمال تركيا. وحتى قبل هذه الازمة كان بنديكتوس السادس عشر يعرف بأنه"البابا المناهض لتركيا"منذ صرح وهو ما زال كاردينالاً قبل ان يتولى سدة البابوية ان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي سيكون"خطأ فادحاً"و"قراراً مخالفاً للتاريخ". وما زاد من النقمة عليه في تركيا، ورغم كونها دولة علمانية، ملاحظاته التي ربط فيها بين الاسلام والعنف. والاحد تظاهر نحو 15 ألف شخص رافعين شعارات مناهضة للغرب بهدوء في جغلايان على الضفة الاوروبية لاسطنبول احتجاجاً على زيارة البابا التي تبدأ الثلثاء وتستمر حتى الاول من كانون الاول ديسمبر المقبل. الا ان المونسنيور ماروفيتش لا يشعر بالقلق على سلامة البابا في تركيا، موضحاً ان مسؤولي الفاتيكانوتركيا التقوا مرتين و"وضعوا كل الخطط والترتيبات اللازمة لضمان أمن البابا خلال هذه الزيارة". واكد ممثل الفاتيكان ايضاً ان ما ورد في رواية كايا"لا يمت للواقع بصلة، شأنه في ذلك شن ما جاء في رواية دافينتشي كود"للكاتب الاميركي دان براون التي حققت انتشاراً دولياً كبيراً وتحولت الى فيلم سينمائي. في المقابل دافع الكاتب عن سيناريو روايته واحتمال حصوله. وقال:"اجريت دراسات عديدة، واذا جمعنا كل الأجزاء سنرى ان كل الظروف تشجع على حدوث محاولة اغتيال من هذا القبيل"، موضحاً انه كتب هذه الرواية في المقام الاول لتنبيه السلطات التركية الى الخطر. وأضاف الكاتب الذي بيع من روايته أكثر من مائة ألف نسخة"اذا قتل البابا هنا فستكون كارثة لتركيا". وتشير الرواية ايضاً الى التركي محمد علي آغا الذي حاول عام 1981 اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في تركيا والذي حذر الشهر الماضي من سجنه من خطر تعرض بنديكتوس السادس عشر لاعتداء في تركيا ودعاه الى إلغاء زيارته.