لم يكن باقياً على انطلاق مباراة الزمالك وحرس الحدود في ملعب القاهرة الدولي مساء أول من أمس في المرحلة ال12 للدوري المصري لكرة القدم سوى عشر دقائق، وكل الشواهد تشير إلى مباراة قوية، وفجأة انطفأ أحد أعمدة الإنارة في الملعب الرابع عالمياً من حيث السعة القصوى ولم يعبأ اللاعبون بالواقعة وواصلوا التدريب والإحماء، لان وفرة الأضواء البديلة تسمح بإقامة المباراة، ولكن الامور سارت من سيئ الى أسوأ، وفي خلال عشر دقائق أحاط الظلام الدامس بالملعب بعد انقطاع التيار الكهربائي تماماً عن الملعب. ظل حكم المباراة سمير عثمان ومساعداه ومراقب المباراة واللاعبون في الميدان لمدة 45 دقيقة وفقاً للوائح المسابقة قبل إعلان إلغاء المباراة رسمياً في واقعة غير مسبوقة في الدوري المصري. الإلغاء فتح الباب لمشكلة كبيرة لان لائحة المسابقة تنص على اعتبار النادي المنظم للمباراة خاسراً صفر-2 في حال انقطاع التيار الكهربائي عن الملعب لأي سبب، وهو الأمر الذي دفع إدارة فريق حرس الحدود إلى المطالبة بتطبيق اللائحة والحصول على نقاط المباراة، ورد المسؤولون في الزمالك على الفور بالتأكيد على عدم دخول النادي طرفاً في الأزمة لأن ملعب القاهرة الدولي منشأة حكومية، ولا يمتلك الزمالك أو الأهلي أي سيطرة أو سيادة على مرافق الملعب في المباريات، وأن الإلغاء كان قهرياً. ومن جانبه، اكد مدير هيئة الاستاد عبدالعزيز امين انه اتخذ قراره بقطع التيار الكهربائي عمداً عن أعمدة الإنارة قبل دقائق من انطلاق المباراة، وأنه رفض إعادة الكهرباء وإقامة المباراة خوفاً من اندلاع حريق ضخم وحدوث خسائر فادحة في الأرواح والمنشآت. وأشار أمين الى أن دخاناً كثيفاً خرج من أحد الأنفاق التي تحتوي كابلات الكهرباء قبل المباراة مباشرة وانتشر بسرعة في مقصورة الملعب وهو نذير خطر، ما دفعه لفصل التيار الكهربائي عن تلك الكابلات قبل حدوث ماس أو حريق، وعجز الفنيون الذين قاموا بعمليات الفحص عن الاقتراب من مكان الحادثة لأكثر من نصف ساعة ولم يتبينوا سبب المشكلة حتى لحظة الإلغاء. وتقدم أمين بتقرير مفصل بالواقعة إلى رئيس المجلس القومي للرياضة وإلى رئيس اتحاد كرة القدم، وهو ما يشير لبراءة إدارة الزمالك من أي مخالفة وضرورة إعادة المباراة في موعد آخر. تأجيل المباراة جمد رصيد الزمالك عند 23 نقطة وتراجع إلى المركز الثالث خلف الاهلي وله نفس الرصيد، ولكنه يمتلك فارق أهداف أفضل ولا يزال للاهلي 3 مباريات مؤجلة في مقابل لقاء الحدود فقط للزمالك. وعقب قرار التأجيل أعلن المدير الفني البرتغالي للزمالك مانويل كاجودا قائمة اللاعبين المسافرين أمس الى طرابلس لمواجهة الاتحاد الليبي مساء الثلثاء المقبل في اياب ثمن نهائي دوري أبطال العرب. واختار كاجودا 20 لاعباً هم محمد عبدالمنصف ووائل زنجا ويوسف حمدي وأحمد حسام وأسامة حسن وطارق السيد ووائل القباني والتونسي يامن بني ذكرى وعمرو الصفتي، ومحمود محمود وتامر عبدالوهاب وأحمد عبد الرؤوف ومحمد ابو العلا ومجدي عطوة والغاني جونيور وجمال حمزة ومصطفى جعفر وعمرو زكي وعبدالحليم علي ووليد صلاح. ولكن هداف الفريق عمرو زكي فاجأ المدرب امام الجميع بالاعتذار عن عدم السفر بدعوى وجود ثقب في الاذن الوسطى اليسرى، يعوقه عن ركوب الطائرة واندهش كاجودا من الشكوى المفاجئة قبل ساعات قليلة من السفر، واتهم زكي علانية بمحاولة الهروب من المباراة والبحث عن اللعب في القاهرة أو في المباريات السهلة، وأكد له أن الزمالك سيفوز بدونه كما حدث في مباراتي المكناسي المغربي في الدور السابق للبطولة. غياب عمرو زكي ضاعف متاعب الزمالك الذي يفتقد أساساً لنجومه حازم امام وابراهيم سعيد وعبدالواحد السيد ومعتز اينو وتامر عبدالحميد وعلاء عبدالغني في الرحلة التي بدأت مساء أمس. وزادت الطين بلة في الزمالك التصريحات النارية التي أدلى بها كابتن الفريق حازم امام لإحدى القنوات الفضائية، مؤكداً رفضه التدريب أو اللعب مع النادي طوال فترة بقاء كاجودا مدرباً، وأنه مستعد للتوقيع فوراً للنادي الأهلي لو جاءه عرض من إدارة النادي المنافس.