استغلّ وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي زيارته لبنان للمشاركة في تشييع وزير الصناعة اللبناني بيار الجميّل ممثلاً الرئيس الفرنسي جاك شيراك، لعقد سلسلة لقاءات بدأها مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، ثم البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير وسلمه رسالة من الرئيس جاك شيراك، فرئيس مجلس النواب نبيه بري، ليختم باجتماعه مع رئيس"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري، قبل أن يغادر إلى باريس. وفي مؤتمر صحافي عقده في السرايا الكبيرة، اعتبر دوست - بلازي ان اغتيال الجميل يندرج في إطار سلسلة اغتيالات رجال السياسة في لبنان، وجدد دعم فرنسا حكومة السنيورة وتمسكها بكل القرارات الدولية، مؤكداً أن باريس ماضية في العمل على تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن. ورأى الوزير الفرنسي أن"لن يكون هنالك أي سلام في لبنان إذا لم تتحقق العدالة والعدالة الدولية أيضا"ً، مشدداً على"ضرورة عدم الإذعان أو الاستسلام للتخويف والترهيب"، واعتبر أن ذلك يتطلب شجاعة وصرامة للمضي قدماً في إنشاء محكمة ذات طابع دولي. وقد أظهر مجلس الأمن الطريق الصحيح أمام الحكومة اللبنانية لمتابعة إظهار صرامتها وإصرارها. وأيضاً على مجلس النواب اللبناني أن يظهر رغبة في الشفافية والعدالة. وما يستطيع أن يقوم به مجلس الأمن يندرج في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة وهو خيار مطروح أيضاً". وعما إذا كان رفض الرئيس اللبناني إميل لحود إنشاء محكمة دولية سيعيق تشكيلها، قال:"من ناحية مجلس الأمن، لا يمكنه ذلك. لكن من الناحية القانونية، لا يمكنني أن أخوض في نقاشات داخلية لبنانية. لكنني آمل من جهتي بأن تظهر كل الحقيقة... لأن ذلك يدفع في اتجاه دولة القانون. وحيث لا يكون قانون لن تكون هناك ديموقراطية حقيقية". وعن مسألة توجيه أصابع الاتهام إلى سورية، قال:"اعتقد بأنني تكلمت كثيراً عن هذا الموضوع وما زالت فرنسا وفية تماماً لقيمها وهي لا تود أن تظهر أي نوع من التدخلات في الحياة الديموقراطية والسياسية والعسكرية في لبنان وأي بلد آخر، وقد أثبتنا ذلك في دول أخرى. وسورية هي مثال لدول أخرى لا اكثر ولا اقل، ومن الأفضل في هذه الحال ألا نبدي أي تكهنات، وإنما الإجابة من خلال الشجاعة والرغبة في بلوغ الشفافية والحقيقة من خلال إنشاء محكمة دولية".