تداخلت المواقف من اغتيال النائب والصحافي جبران تويني مع المواقف من التقرير الذي أعده القاضي الألماني ديتليف ميليس في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بعدما تزامن الحدثان في يوم واحد. وعبّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن"مشاعر الهول"بعد الاعتداء الذي أودى بحياة تويني، فيما أكد وزير خارجيته فيليب دوست بلازي استعداد فرنسا لدعم ما تطلبه الحكومة اللبنانية للكشف عن ملابسات هذا الاغتيال. وقال شيراك في رسالة وجهها إلى ناشر صحيفة"النهار"ووالد الشهيد، غسان تويني إن هذا الاعتداء"سبب إضافي لإبداء عزم لا ثغرة فيه وعدم التراخي". وأضاف:"على رغم كل شيء، سيصبح لبنان حراً مستقلاً وديموقراطياً"، مؤكداً أن"الأسرة الدولية موحدة لدعمه وسقوط الشهداء لن يذهب سدى". وكان وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي أكد خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة أمس أن بلاده مستعدة لدعم طلبات لبنان للكشف عن ملابسات اغتيال تويني. ورفض دوست بلازي التعليق على مضمون التقرير الجديد الذي أعده ميليس، واكتفى بالقول إن هذا التقرير يناقش في مجلس الأمن، لافتاً إلى أن القرار الرقم 1636 يفسح المجال أمام فرض عقوبات. وأكد أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان في مطلبه الداعي الى تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية المكلفة الكشف عن ظروف اغتيال الحريري، لمدة ستة اشهر. ومضى قائلاً إن سورية ترددت قبل أن توافق على إرسال خمسة من المسؤولين في أجهزتها للاستجواب في فيينا و"نكرر الآن الدعوة الى التعاون الكامل من دون تردد ولا تحفظ". وجدد تأكيده ضرورة احترام لبنان وعدم السماح لأي طرف بزعزعة استقراره، نافياً وجود"أي أجندة للنيل من سورية"، مضيفاً:"إن فرنسا لا تريد استغلال القرارات الدولية وتحديداً القرار 1636، في أي غايات سياسية ولا في أي محاولات تسييس التحقيق الدولي". لكنه رأى أن"غياب العقاب اخطر من الوصول الى الحقيقة وتترتب عليه تداعيات سياسية اخطر"، مكرراً:"هدفنا ليس زعزعة الاستقرار السياسي في سورية". ودانت كندا الاغتيال وأفادت إن"هذا الاعتداء الجديد على حرية الصحافة والاستقرار السياسي وسيادة لبنان يقلق كندا. وندعو الحكومة اللبنانية إلى بدء ملاحقات قضائية ضد المسؤولين عن الاعتداء". كما أكدت دعمها قرارات الأممالمتحدة تعزيز الديموقراطية في لبنان. وعبرت منظمة"مراسلون بلا حدود"ومقرها واشنطن عن صدمتها وحزنها العميقين لاغتيال تويني، وأعلنت في بيان:"سنستمر في الضغط للوصول إلى الحقيقة حتى تكشف هوية المسؤولين عن القتل ويعاقبون". وشجبت منظمة العفو الدولية الاغتيال، وطالبت بالتحقيق في مقتل تويني وعرض مرتكبيه أمام محكمة تعمل وفقاً"للمعايير الدولية". وعبّر مصدر في وزارة الخارجية السعودية عن شجب بلاده للتفجير. وقال:"في وقت نستنكر هذا العمل الإجرامي، نأمل أن تتمكن الحكومة اللبنانية من القبض على مرتكبي الحادث"، موجهاً"التعازي إلى أسرة تويني وأسر جميع ضحايا التفجير الآثم والأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل". ووجه الرئيس العراقي جلال طالباني رسالة تعزية، مؤكداً أن"مقتله سيغدو حافزاً يدفعنا جميعاً إلى التكاتف والتضامن لمواجهة الإرهاب". وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة "تأييد مملكة البحرين كل الإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية للتصدي لكل عناصر الإرهاب". وأصدرت المستشارية الثقافية الإيرانية بياناً يستنكر الجريمة، ويعتبر ان الاغتيال"يستهدف حرية الرأي والتعبير وينال من الأقلام التي تنوِّر الرأي العام"، داعياً إلى"حماية المفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي العام في العالم. وأدان الجريمة"الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي"والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الذي دعا الى الإسراع في عمليات التحقيق في الاغتيالات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة". ودان المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو كويشيرو كاتسورا الاعتداء.