"الداحوس" مرض ناجم عن التهاب جرثومي حاد في الاصبع، وهو يحصل عادة اثر التعرض لجرح"تتسلل"اليه جرثومة تسبب التهاباً حاداً. والجرثومة عادة تكون موجودة على سطح الجلد ولكنها تستغل فرصة وجود جروح او تمزقات فتعبر سطح الجلد باتجاه العمق. غير ان دفاعات الجسم تقف لها بالمرصاد لتمنعها من التكاثر والتطور. وهنا إما يتوقف الالتهاب عند حده ويتراجع، وإما يتطور نحو الأسوأ. وهناك اشخاص اكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالداحوس مثل العمال اليدويين والنجارين وربات المنازل. فضلاً عن الظروف التي تساعد في تغلغل الجراثيم الى عمق الجلد، ومنها تعرض الإصبع للرطوبة المستمرة وقضم الأظافر. بعض الجراثيم تثير"الداحوس"، ومن بينها المكورات العنقودية المذهبة والمكورات العقدية الحالة للدم والجراثيم السلبية وغيرها... ومن الممكن ان يحصل"الداحوس"نتيجة الاصابة بنوع او أكثر من الجراثيم. وقد يتكوّن"الداحوس"اثر عضة حيوان أليف، وفي هذه الحال تكون الجرثومة المتهمة هي الباستوريلا مولتيسيدا. كيف يظهر"الداحوس"؟ في شكل عام يكن القول ان الداحوس يتطور في ثلاث مراحل: المرحلة الاولى: وفيها تنتفخ منطقة الاصابة في الاصبع وتصبح حمراء، ساخنة، ويكون الألم هنا محمولاً، ويمكن إثارته بالضغط. والإصابة هنا، اما تشفى عفوياً، وإما بفعل العلاج، وفي حال عدم الشفاء يتطوّر المرض الى المرحلة الثانية. المرحلة الثانية: الى جانب العلامات والعوارض المذكورة في المرحلة الأولى، يكون الألم قوياً نابضاً لا يطاق، الى درجة انه يمنع المصاب من التمتع بنوم هادئ، وفي هذه المرحلة تتشكل الدملة المملوءة بالقيح الظاهر للعيان. المرحلة الثالثة: وهنا يعاني المريض من ارتفاع الحرارة، وقد ينتشر"الداحوس"الى مناطق اخرى في غياب العلاج المناسب. ما هو التصرف السليم حيال"الداحوس"؟ اذا كان"الداحوس"في بداياته فمن الممكن ايقافه عند حده ومنع تطوره، وذلك باستعمال المطهرات الموضعية والضمادات المعقّمة. ويمكن هنا تناول المضادات الحيوية بناء على تعليمات الطبيب. وفي حال عدم إيجاد أي تحسن ملموس بعد يومين من وصف هذه المضادات، او في حال امتداد"الداحوس"الى مناطق أوسع، لا مفر من"تفجيره"جراحياً للتخلص من القيح المتراكم وإزالة الأنسجة المتعفنة. وفي الختام فإن هناك ثلاث نصائح مهمة للوقاية من الداحوس: 1- قطع الزوائد الجلدية حول الأظافر لأنها قد تكون بوابة لعبور الجراثيم. 2- تفادي قضم الأظافر. 3- تطهير أي جرح مهما كان بسيطاً.